منتدى التحاور مع الاديان منتدى دعوي اسلامي يدافع عن أهل السنه والجماعه |
|
| القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي | |
| | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 4:56 am | |
| باب قول الله تعالى "حتى إذا فزع عن قلوبهم”
قول الله تعالى : ( حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ )
[ سورة سبأ : الآية 23 ]
وهذا أيضا برهان عظيم آخر على وجوب التوحيد وبطلان الشرك ,
وهو ذكر النصوص الدالة على كبرياء الرب وعظمته
التي تتضاءل وتضمحل عندها عظمة المخلوقات العظيمة ,
وتخضع له الملائكة والعالم العلوي والسفلي ,
ولا تثبت أفئدتهم عندما يسمعون كلامه أو تتبدى لهم بعض عظمته ومجده ,
فالمخلوقات بأسرها خاضعة لجلاله معترفة بعظمته ومجده خاضعة له خائفة منه ,
فمن كان هذا شأنه
فهو الرب الذي لا يستحق العبادة والحمد
والثناء والشكر والتعظيم والتأله إلا هو ,
ومن سواه ليس له من هذا الحق شيء ,
فكما أن الكمال المطلق والكبرياء والعظمة ,
ونعوت الجلال والجمال المطلق كلها لله لا يمكن أن يتصف بها غيره
فكذلك العبودية الظاهرة والباطنة كلها حقه تعالى الخاص
الذي لا يشاركه فيه مشارك بوجه . | |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 4:57 am | |
| باب الشفاعة
إنما ذكر المصنف الشفاعة في تضاعيف هذه الأبواب
لأن المشركين يبررون شركهم ودعاءهم للملائكة والأنبياء والأولياء بقولهم
نحن ندعوهم مع علمنا أنهم مخلوقون مملوكون ,
ولكن حيث أن لهم عند الله جاها عظيما ومقامات عالية
ندعوهم ليقربونا إلى الله زلفى وليشفعوا لنا عنده
كما يتقرب إلى الوجهاء عند الملوك والسلاطين
ليجعلوهم وسائط لقضاء حاجاتهم وإدراك مآربهم.
وهذا من أبطل الباطل ,
وهو تشبيه لله العظيم ملك الملوك الذي يخافه كل أحد ,
وتخضع له المخلوقات بأسرها ,
بالملوك الفقراء المحتاجين للوجهاء والوزراء في تكميل ملكهم ونفوذ قوتهم ,
فأبطل الله هذا الزعم
وبين أن الشفاعة كلها له كما أن الملك كله له ,
وأنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه ,
ولا يأذن إلا لمن رضي قوله وعمله ,
ولا يرضى إلا توحيده وإخلاص العمل له .
فبين أن المشرك ليس له حظ ولا نصيب من الشفاعة ,
وبين أن الشفاعة المثبتة التي تقع بإذنه
إنما هي الشفاعة لأهل الإخلاص خاصة
وأنها كلها منه , رحمة منه وكرامة للشافع ,
ورحمة منه وعفوا عن المشفوع له ,
وأنه هو المحمود عليها في الحقيقة
وهو الذي أذن لمحمد فيها وأناله المقام المحمود .
فهذا ما دل عليه الكتاب والسنة في تفصيل القول في الشفاعة .
وقد ذكر المصنف رحمه الله كلام الشيخ تقي الدين في هذا الموضع وهو كاف شاف , ( 1 )
فالمقصود في هذا الباب
ذكر النصوص الدالة على إبطال كل وسيلة وسبب يتعلق به المشركون بآلهتهم ,
وأنه ليس لها من الملك شيء :
لا استقلالا ولا مشاركة ولا معاونة ومظاهرة ,
ولا من الشفاعة شيء ,
وإنما ذلك كله لله وحده ,
فتعين أن يكون المعبود وحده .
==================
1/ قال أبو العباس: نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون
فنفى أن يكون لغيره مُلْك أو قسط منه، أو يكون عوناً لله، ولم يبق إلا الشفاعة: فبين أنـها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب كما قال:
{ ولا يشفعونَ إلا لمنِ ارتضَى } (الآية 28: الأنبياء).
فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن،
وأخبر النبي :
" أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده ـ لا يبدأ بالشفاعة أولاًـ
ثم يقال له: ارفع رأسك وقل يُسمَع وسل تعط واشفع تشفَّع "
[ البخاري (3/250) ، مسلم (1/184) ].
وقال أبو هريرة له : "
من أسعد الناس بشفاعتك ؟ قال: من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه "
[ البخاري (1/52) ]،
فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص بإذن الله، ولا تكون لمن أشرك بالله.
وحقيقته أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع
ليكرمه وينال المقام المحمود.
فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك؛ ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع،
وقد بيَّنَ النبي أنـها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص. اهـ كلامه. | |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 4:57 am | |
| باب قول الله تعالى "إنك لا تهدي من أحببت"
قول الله تعالى : ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ )
[ سورة القصص : الآية 56 ]
وهذا الباب أيضا نظير الباب الذي قبله ,
وذلك أنه إذا كان هو أفضل الخلق على الإطلاق
وأعظمهم عند الله جاها وأقربهم إليه وسيلة ,
لا يقدر على هداية من أحب هداية التوفيق
وإنما الهداية كلها بيد الله ,
فهو الذي تفرد بهداية القلوب كما تفرد بخلق المخلوقات ,
فتبين أنه الإله الحق ,
وأما قوله تعالى :
( وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )
[ سورة الشورى : الآية 52 ]
فالمراد بالهداية هنا هداية البيان
وهو المبلغ عن الله وحيه الذي اهتدى به الخلق .
| |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 4:58 am | |
| باب أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم
هو الغلو في الصالحين
والغلو هو مجاوزة الحد بأن يجعل للصالحين من حقوق الله الخاصة به شيء ,
فإن حق الله الذي لا يشاركه فيه مشارك
هو الكمال المطلق , والغنى المطلق ,
والتصرف المطلق من جميع الوجوه ,
وأنه لا يستحق العبادة والتأله أحد سواه ,
فمن غلا بأحد من المخلوقين حتى جعل له نصيبا من هذه الأشياء
فقد ساوى به رب العالمين وذلك أعظم الشرك ,
ومن رفع أحدا من الصالحين فوق منـزلته التي أنزله الله بها
فقد غلا فيه وذلك وسيلة إلى الشرك وترك الدين .
والناس في معاملة الصالحين ثلاثة أقسام :
أهل الجفاء
الذين يهضمونهم حقوقهم ولا يقومون بحقهم من الحب والموالاة لهم والتوقير والتبجيل ,
وأهل الغلو
الذين يرفعونهم فوق منـزلتهم التي أنزلهم الله بها ,
وأهل الحق
الذين يحبونهم ويوالونهم ويقومون بحقوقهم الحقيقية
ولكنهم يبرأون من الغلو فيهم وادعاء عصمتهم ,
والصالحون أيضا يتبرأون من أن يدعوا لأنفسهم حقا من حقوق ربهم الخاصة ,
كما قال الله عن عيسى :
( سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ )
[ سورة المائدة : الآية 116 ]
واعلم أن الحقوق ثلاثة :
حق خاص لله لا يشاركه فيه مشارك
وهو التأله له وعبادته وحده لا شريك له ,
والرغبة والإنابة إليه وحده حبا وخوفا ورجاء ,
وحق خاص للرسل
وهو توقيرهم وتبجيلهم والقيام بحقوقهم الخاصة :
وحق مشترك
وهو الإيمان بالله ورسله , وطاعة الله ورسله , ومحبة الله , ومحبة رسله :
ولكن هذه لله أصلا وللرسل تبعا لحق الله ,
فأهل الحق يعرفون الفرقان بين هذه الحقوق الثلاثة
فيقومون بعبودية الله وإخلاص الدين له ,
ويقومون بحق رسله وأوليائه على اختلاف منازلهم ومراتبهم
والله أعلم . | |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 4:58 am | |
| باب ما جاء فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح
فكيف إذا عبده
باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين
يصيرها أوثانا تعبد من دون الله
ما ذكره المصنف في البابين
يتضح بذكر تفصيل القول فيما يفعل عند قبور الصالحين وغيرهم :
وذلك أن ما يفعل عندها نوعان : مشروع وممنوع .
أما المشروع
فهو ما شرعه الشارع من زيارة القبور على الوجه الشرعي من غير شد رحل :
يزورها المسلم متبعا للسنة فيدعو لأهلها عموما ولأقاربه ومعارفه خصوصا
فيكون محسنا إليهم بالدعاء لهم وطلب العفو والمغفرة والرحمة لهم ,
ومحسنا إلى نفسه باتباع السنة وتذكر الآخرة والاعتبار بها والاتعاظ .
وأما الممنوع فإنه نوعان :
أحدهما محرم ووسيلة للشرك ,
كالتمسح بها والتوسل إلى الله بأهلها والصلاة عندها
وكإسراجها والبناء عليها والغلو فيها وفي أهلها
إذا لم يبلغ رتبة العبادة .
والنوع الثاني شرك أكبر
كدعاء أهل القبور والاستغاثة بهم
وطلب الحوائج الدنيوية والأخروية منهم ,
فهذا شرك أكبر
وهو عين ما يفعله عباد الأصنام مع أصنامهم .
ولا فرق في هذا بين أن يعتقد الفاعل لذلك أنهم مستقلون في تحصيل مطالبه
أو متوسطون إلى الله ,
فإن المشركين يقولون ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى
ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله .
فمن زعم أنه لا يكفر من دعا أهل القبور
حتى يعتقد أنهم مستقلون بالنفع ودفع الضرر ,
وأن من اعتقد أن الله هو الفاعل وأنهم وسائط بين الله وبين من دعاهم واستغاث بهم فلا يكفر .
من زعم ذلك
فقد كذب ما جاء به الكتاب والسنة ,
وأجمعت عليه الأمة
من أن من دعا غير الله فهو مشرك كافر في الحالين المذكورين ,
سواء اعتقدهم مستقلين أو متوسطين .
وهذا معلوم بالضرورة من دين الإسلام ,
فعليك بهذا التفصيل الذي يحصل به الفرقان في هذا الباب المهم
الذي حصل به من الاضطراب والفتنة ما حصل
ولم ينج من فتنته إلا من عرف الحق واتبعه .
| |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 4:59 am | |
| باب حماية المصطفى حمى التوحيد
وسده كل طريق يوصل إلى الشرك
من تأمل نصوص الكتاب والسنة في هذا الباب
رأى نصوصا كثيرة تحث على القيام بكل ما يقوي التوحيد وينميه ويغذيه
من الحث على الإنابة إلى الله وانحصار تعلق القلب بالله
رغبة ورهبة وقوة الطمع بفضله وإحسانه
والسعي لتحصيل ذلك
وإلى التحرر من رق المخلوقين وعدم التعلق بهم بوجه من الوجوه
أو الغلو في أحد منهم
والقيام التام بالأعمال الظاهرة والباطنة وتكميلها
وخصوصا حث النصوص على روح العبودية
وهو الإخلاص التام لله وحده .
ثم في مقابلة ذلك نهى عن أقوال وأفعال فيها الغلو بالمخلوقين
ونهى عن التشبه بالمشركين لأنه يدعو إلى الميل إليهم
ونهي عن أقوال وأفعال يخشى أن يتوسل بها إلى الشرك ,
كل ذلك حماية للتوحيد
ونهى عن كل سبب يوصل إلى الشرك ,
وذلك رحمة بالمؤمنين ليتحققوا بالقيام بما خلقوا له
من عبودية الله الظاهرة والباطنة وتكميلها
لتكمل لهم السعادة والفلاح ,
وشواهد هذه الأمور كثيرة معروفة .
| |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 5:02 am | |
| باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان
مقصود هذه الترجمة الحذر من الشرك والخوف منه
وأنه أمر واقع في هذه الأمة لا محالة
والرد على من زعم أن من قال لا إله إلا الله وتسمى بالإسلام
أنه يبقى على إسلامه ولو فعل ما ينافيه
من الاستغاثة بأهل القبور ودعائهم
وسمى ذلك توسلا لا عبادة
فإن هذا باطل .
فإن الوثن اسم جامع لكل ما عبد من دون الله
لا فرق بين الأشجار والأحجار والأبنية
ولا بين الأنبياء والصالحين والطالحين في هذا الموضع وهو العبادة ,
فإنها حق الله وحده
فمن دعا غير الله أو عبده فقد اتخذه وثنا
وخرج بذلك عن الدين ولم ينفعه انتسابه إلى الإسلام ,
فكم انتسب إلى الإسلام من مشرك وملحد وكافر ومنافق .
والعبرة بروح الدين وحقيقته
لا بمجرد الأسامي والألفاظ التي لا حقيقة لها . | |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 5:04 am | |
| باب شيء من أنواع السحر
وجه إدخال السحر في أبواب التوحيد
أن كثيرا من أقسامه لا يتأتى إلا بالشرك
والتوصل بالأرواح الشيطانية إلى مقاصد الساحر
فلا يتم للعبد توحيد حتى يدع السحر كله قليله وكثيره ,
ولهذا قرنه الشارع بالشرك ,
فالسحر يدخل في الشرك من جهتين :
من جهة ما فيه من استخدام الشياطين ومن التعلق بهم
وربما تقرب إليهم بما يحبون ليقوموا بخدمته ومطلوبه :
ومن جهة ما فيه من دعوى علم الغيب
ودعوى مشاركة الله في علمه وسلوك الطرق المفضية إلى ذلك ,
وذلك من شعب الشرك والكفر ,
وفيه أيضا من التصرفات المحرمة والأفعال القبيحة كالقتل
والتفريق بين المتحابين والصرف والعطف والسعي في تغيير العقول ,
وهذا من أفظع المحرمات وذلك من الشرك ووسائله
ولذلك تعين قتل الساحر لشدة مضرته وإفساده .
ومن أنواعه الواقعة في كثير من الناس النميمة
لمشاركتها للسحر في التفريق بين الناس
وتغيير قلوب المتحابين وتلقيح الشرور .
فالسحر أنواع ودركات بعضها أقبح وأسفل من بعض . | |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 5:04 am | |
| باب ما جاء في الكهان ونحوهم
أي من كل من يدعي علم الغيب بأي طريق من الطرق
وذلك أن الله تعالى هو المنفرد بعلم الغيب
فمن ادعى مشاركة الله في شيء من ذلك
بكهانة أو عرافة أو غيرها
أو صدق من ادعى ذلك
فقد جعل لله شريكا فيما هو من خصائصه
وقد كذب الله ورسوله .
وكثير من الكهانة المتعلقة بالشياطين لا تخلو من الشرك
والتقرب إلى الوسائط التي تستعين بها على دعوى العلوم الغيبية ,
فهو شرك من جهة دعوى مشاركة الله في علمه الذي اختص به ,
ومن جهة التقرب إلى غير الله ,
| |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 5:05 am | |
| باب النشرة
وهو حل السحر عن المسحور .
ذكر فيه المصنف كلام ابن القيم
في التفصيل بين الجائز منه والممنوع وفيه كفاية .( 1 )
=========================
1-[ قال ابن القيم: النَّشْرةُ حلُّ السحر عن المسحور، وهي نوعان:
* حلٌ بسحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان وعليه يُحْمَلُ قولُ الحسن،
فيتقرَّبُ الناشرُ والمنتشرُ إلى الشيطان بما يُحب فيبطل عمله عن المسحور 0
* والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة فهذا جائز0] | |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 5:06 am | |
| باب الطيرة
وهو التشاؤم بالطيور والأسماء والألفاظ والبقاع والأشخاص وغيرها
فنهى الشارع عن التطير وذم المتطيرين
وكان يحب الفال ويكره الطيرة ,
والفرق بينهما
أن الفال الحسن لا يخل بعقيدة الإنسان ولا بعقله
وليس فيه تعليق القلب بغير الله
بل فيه من المصلحة النشاط والسرور
وتقوية النفوس على المطالب النافعة ,
وصفة ذلك أن يعزم العبد على سفر أو زواج
أو عقد من العقود أو على حالة من الأحوال المهمة
ثم يرى في تلك الحال ما يسره : أو يسمع كلاما يسره
مثل يا راشد أو سالم أو غانم ,
فيتفاءل ويزداد طمعه في تيسير ذلك الأمر الذي عزم عليه :
فهذا كله خير , وآثاره خير , وليس فيه من المحاذير شيء .
وأما الطيرة فإنه إذا عزم على فعل شيء من ذلك
من الأمور النافعة في الدين أو في الدنيا ,
فيرى أو يسمع ما يكره
أثر في قلبه أحد أمرين أحدهما أعظم من الآخر
( أحدهما ) أن يستجيب لذلك الداعي ,
فيترك ما كان عازما على فعله أو بالعكس فيتطير بذلك ,
وينكص عن الأمر الذي كان عازما عليه ,
فهذا كما ترى قد علق قلبه بذلك المكروه غاية التعليق وعمل عليه ,
وتصرف ذلك المكروه في إرادته وعزمه وعمله
فلا شك أنه على هذا الوجه أثر على إيمانه ,
وأخل بتوحيده وتوكله .
ثم بعد هذا لا تسأل عما يحدثه له هذا الأمر من ضعف القلب ووهنه
وخوفه من المخلوقين وتعلقه بالأسباب وبأمور ليست أسبابا ,
وانقطاع قلبه من تعلقه بالله .
وهذا من ضعف التوحيد والتوكل ,
ومن طرق الشرك ووسائله ومن الخرافات المفسدة للعقل .
الأمر الثاني
أن لا يستجيب لذلك الداعي ولكنه يؤثر في قلبه حزنا وهما وغما ,
فهذا وإن كان دون الأول لكنه شر وضرر على العبد ,
وضعف لقلبه وموهن لتوكله وربما أصابه مكروه
فظن أنه من ذلك الأمر فقوي تطيره ,
وربما تدرج به إلى الأمر الأول ,
فهذا التفصيل يبين لك وجه كراهة الشارع للطيرة وذمها
ووجه منافاتها للتوحيد والتوكل
وينبغي لمن وجد شيئا من ذلك وخاف أن تغلبه الدواعي الطبيعية
أن يجاهد نفسه على دفعها ويستعين الله على ذلك
ولا يركن إليها بوجه ليندفع الشر عنه . | |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 5:06 am | |
| باب ما جاء في التنجيم
التنجيم نوعان :
نوع يسمى علم التأثير
وهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الكونية
فهذا باطل ودعوى لمشاركة الله في علم الغيب الذي انفرد به ,
أو تصديق لمن ادعى ذلك
وهذا ينافي التوحيد لما فيه من هذه الدعوى الباطلة
ولما فيه من تعلق القلب بغير الله
ولما فيه من فساد العقل ,
لأن سلوك الطرق الباطلة وتصديقها من مفسدات العقول والأديان .
النوع الثاني علم التسيير
وهو الاستدلال بالشمس والقمر والكواكب على القبلة والأوقات والجهات
فهذا النوع لا بأس به بل كثير منه نافع
قد حث عليه الشارع إذا كان وسيلة إلى معرفة أوقات العبادات
أو إلى الاهتداء به في الجهات ,
فيجب التفريق بين ما نهى عنه الشارع وحرمه
وبين ما أباحه أو استحبه أو أوجبه ,
فالأول هو المنافي للتوحيد دون الثاني .
| |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 5:07 am | |
| باب الاستسقاء بالنجوم
لما كان من التوحيد الاعتراف لله بتفرده بالنعم ودفع النقم
وإضافتها إليه قولا واعترافا واستعانة بها على طاعته
كان قول القائل : مطرنا بنوء كذا وكذا
ينافي هذا المقصود أشد المنافاة لإضافة المطر إلى النوء ,
والواجب إضافة المطر وغيره من النعم إلى الله
فإنه الذي تفضل بها على عباده ,
ثم الأنواء ليست من الأسباب لنـزول المطر بوجه من الوجوه
وإنما السبب عناية المولى ورحمته
وحاجة العباد وسؤالهم لربهم بلسان الحال ولسان المقال
فينـزل عليهم الغيث بحكمته ورحمته
بالوقت المناسب لحاجتهم وضرورتهم ,
فلا يتم توحيد العبد حتى يعترف بنعم الله
الظاهرة والباطنة عليه وعلى جميع الخلق
ويضيفها إليه ويستعين بها على عبادته وذكره وشكره ,
وهذا الموضع من محققات التوحيد
وبه يعرف كامل الإيمان وناقصه .
| |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 5:09 am | |
| باب قوله "ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله”
قول الله تعالى :
( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا
يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ )
[ سورة البقرة : الآية 165 ]
أصل التوحيد وروحه إخلاص المحبة لله وحده
وهي أصل التأله والتعبد له بل هي حقيقة العبادة
ولا يتم التوحيد حتى تكمل محبة العبد لربه ,
وتسبق محبته جميع المحاب وتغلبها ويكون لها الحكم عليها
بحيث تكون سائر محاب العبد تبعا لهذه المحبة
التي بها سعادة العبد وفلاحه .
ومن تفريعها وتكميلها الحب في الله والبغض في الله
فيحب العبد ما يحبه الله من الأعمال والأشخاص
ويبغض ما يبغضه الله من الأشخاص والأعمال ,
ويوالي أولياءه ويعادي أعداءه :
وبذلك يكمل إيمان العبد وتوحيده .
أما اتخاذ أنداد من الخلق يحبهم كحب الله
ويقدم طاعتهم على طاعة الله
ويلهج بذكرهم ودعائهم
فهذا هو الشرك الأكبر
الذي لا يغفره الله ,
وصاحب هذا الشرك قد انقطع قلبه من ولاية العزيز الحميد ,
وتعلق بغيره ممن لا يملك له شيئا ,
وهذا السبب الواهي الذي تعلق به المشركون
سينقطع يوم القيامة أحوج ما يكون العبد لعمله
وستنقلب هذه المودة والموالاة بغضا وعداوة .
واعلم أن أنواع المحبة ثلاثة أقسام :
الأول : محبة الله التي هي أصل الإيمان والتوحيد .
الثاني : المحبة في الله وهي محبة أنبياء الله ورسله وأتباعهم
ومحبة ما يحبه الله من الأعمال والأزمنة والأمكنة وغيرها
وهذه تابعة لمحبة الله ومكملة لها .
الثالث : محبة مع الله وهي محبة المشركين لآلهتهم وأندادهم
من شجر وحجر وبشر وملك وغيرها
وهي أصل الشرك وأساسه .
وهنا قسم رابع وهو المحبة الطبيعية التي تتبع ما يلائم العبد ويوافقه
من طعام وشراب ونكاح ولباس وعشرة وغيرها ,
وهذه إذا كانت مباحة إن أعانت على محبة الله وطاعته
دخلت في باب العبادات ,
وإن صدت عن ذلك وتوسل بها إلى ما لا يحبه الله
دخلت في المنهيات ,
وإلا بقيت من أقسام المباحات
والله أعلم . | |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 5:09 am | |
| باب قول الله تعالى "إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه "
قول الله تعالى : ( إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ )
[ سورة آل عمران : الآية 175 ]
هذا الباب عقده المصنف رحمه الله
لوجوب تعلق الخوف والخشية بالله وحده
والنهي عن تعلقه بالمخلوقين
وبيان أنه لا يتم التوحيد إلا بذلك :
ولا بد في هذا الموضع من تفصيل
يتضح به الأمر ويزول الاشتباه .
اعلم أن الخوف والخشية تارة يقع عبادة
وتارة يقع طبيعة وعادة ,
وذلك بحسب أسبابه ومتعلقاته ,
فإن كان الخوف والخشية خوف تأله وتعبد
وتقرب بذلك الخوف إلى من يخافه
وكان يدعو إلى طاعة باطنة
وخوف سري يزجر عن معصية من يخافه
كان تعلقه بالله من أعظم واجبات الإيمان ,
وتعلقه بغير الله من الشرك الأكبر
الذي لا يغفره الله ,
لأنه شرك في هذه العبادة
التي هي من أعظم واجبات القلب مع الله ,
وربما زاد خوفه من غير الله على خوفه لله ,
وأيضا فمن خشي الله وحده على هذا الوجه
فهو مخلص موحد ,
ومن خشي غيره فقد جعله لله ندا في الخشية
كمن جعل لله ندا في المحبة
وذلك كمن يخشى من صاحب القبر
أن يوقع به مكروها أو يغضب عليه
فيسلبه نعمة أو نحو ذلك
مما هو واقع من عباد القبور .
وإن كان الخوف طبيعيا
كمن يخشى من عدو أو سبع أو حية أو نحو ذلك
مما يخشى ضرره الظاهري :
فهذا النوع ليس عبادة وقد يوجد من كثير من المؤمنين
ولا ينافي الإيمان ,
وهذا إذا كان خوفا محققا قد انعقدت أسباب الخوف فليس بمذموم ,
وإن كان خوفا وهميا كالخوف الذي ليس له سبب أصلا
أو له سبب ضعيف ,
فهذا مذموم يدخل صاحبه في وصف الجبناء
وقد تعوذ من الجبن
فهو من الأخلاق الرذيلة ,
ولهذا كان الإيمان التام والتوكل والشجاعة تدفع هذا النوع ,
حتى أن خواص المؤمنين وأقوياءهم
تنقلب المخاوف في حقهم أمنا وطمأنينة
لقوة إيمانهم وشجاعتهم الشجاعة القلبية , وكمال توكلهم ,
ولهذا أتبعه بهذا الباب :
قول الله تعالى : ( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )
[ سورة المائدة : الآية 23 ] | |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 5:10 am | |
| باب قول الله تعالى "وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين"
قول الله تعالى : ( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )
[ سورة المائدة : الآية 23 ]
التوكل على الله من أعظم واجبات التوحيد والإيمان
وبحسب قوة توكل العبد على الله يقوى إيمانه , ويتم توحيده
والعبد مضطر إلى التوكل على الله والاستعانة به
في كل ما يريد فعله أو تركه من أمور دينه أو دنياه .
وحقيقة التوكل على الله
أن يعلم العبد أن الأمر كله لله
وأنه ما شاء الله كان : وما لم يشأ لم يكن ,
وأنه هو النافع الضار المعطي المانع ,
وأنه لا حول ولا قوة إلا بالله ,
فبعد هذا العلم يعتمد بقلبه على ربه
في جلب مصالح دينه ودنياه , وفي دفع المضار ,
ويثق غاية الوثوق بربه في حصول مطلوبه
وهو مع هذا باذل جهده في فعل الأسباب النافعة ,
فمتى استدام العبد هذا العلم وهذا الاعتماد والثقة
فهو المتوكل على الله حقيقة ,
وليبشر بكفاية الله له ووعده للمتوكلين ,
ومتى علق ذلك بغير الله فهو شرك ,
ومن توكل على غير الله وتعلق به
وكل إليه وخاب أمله .
| |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 5:11 am | |
| باب قول الله تعالى " أفأمنوا مكر الله "
قول الله تعالى : ( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ )
[ سورة الأعراف : الآية 99 ]
مقصود الترجمة أنه يجب على العبد أن يكون خائفا من الله ,
راجيا له , راغبا راهبا :
إن نظر إلى ذنوبه وعدل الله وشدة عقابه ,
خشي ربه وخافه ,
وإن نظر إلى فضله العام والخاص وعفوه الشامل
رجا وطمع ,
إن وفق لطاعة رجا من ربه تمام النعمة بقبولها ,
وخاف من ردها بتقصيره في حقها .
وإن ابتلي بمعصية رجا من ربه قبول توبته ومحوها
وخشي بسبب ضعف التوبة والالتفات للذنب
أن يعاقب عليها ,
وعند النعم والمسار يرجو الله دوامها
والزيادة منها والتوفيق لشكرها ,
ويخشى بإخلاله بالشكر من سلبها ,
وعند المكاره والمصائب يرجو الله دفعها ,
وينتظر الفرج بحلها ,
ويرجو أيضا أن يثيبه الله عليها حين يقوم بوظيفة الصبر ,
ويخشى من اجتماع المصيبتين :
فوات الأجر المحبوب وحصول الأمر المكروه
إذا لم يوفق للقيام بالصبر الواجب ,
فالمؤمن الموحد في كل أحواله ملازم للخوف والرجاء ,
وهذا هو الواجب وهو النافع وبه تحصل السعادة ,
ويخشى على العبد من خلقين رذيلين
( أحدهما )
أن يستولي عليه الخوف حتى يقنط من رحمة الله وروحه .
الثاني
أن يتجارى به الرجاء حتى يأمن مكر الله وعقوبته ,
فمتى بلغت به الحال إلى هذا
فقد ضيع واجب الخوف والرجاء
اللذين هما من أكبر أصول التوحيد , وواجبات الإيمان .
وللقنوط من رحمة الله واليأس من روحه سببان محذوران
( أحدهما )
أن يسرف العبد على نفسه ويتجرأ على المحارم
فيصر عليها ويصمم على الإقامة على المعصية
ويقطع طمعه من رحمة الله
لأجل أنه مقيم على الأسباب التي تمنع الرحمة
فلا يزال كذلك حتى يصير له هذا وصفا وخلقا لازما ,
وهذا غاية ما يريده الشيطان من العبد ,
ومتى وصل إلى هذا الحد لم يرج له خير
إلا بتوبة نصوح وإقلاع قوي
( الثاني )
أن يقوى خوف العبد بما جنت يداه من الجرائم
ويضعف علمه بما لله من واسع الرحمة والمغفرة
ويظن بجهله أن الله لا يغفر له ولا يرحمه ولو تاب وأناب ,
وتضعف إرادته , فييأس من الرحمة ,
وهذا من المحاذير الضارة
الناشئ من ضعف علم العبد بربه وما له من الحقوق ,
ومن ضعف النفس وعجزها ومهانتها -
فلو عرف هذا ربه ولم يخلد إلى الكسل :
لعلم أن أدنى سعي يوصله إلى ربه وإلى رحمته وجوده وكرمه .
وللأمن من مكر الله أيضا سببان مهلكان
( أحدهما )
إعراض العبد عن الدين
وغفلته عن معرفة ربه وما له من الحقوق , وتهاونه بذلك
فلا يزال معرضا غافلا مقصرا عن الواجبات , منهمكا في المحرمات
حتى يضمحل خوف الله من قلبه
ولا يبقى في قلبه من الإيمان شيء :
لأن الإيمان يحمل على خوف الله وخوف عقابه الدنيوي والأخروى .
السبب الثاني
أن يكون العبد عابدا جاهلا معجبا بنفسه مغرورا بعمله ,
فلا يزال به جهله حتى يدل بعمله ويزول الخوف عنه
ويرى أن له عند الله المقامات العالية
فيصير آمنا من مكر الله متكلا على نفسه الضعيفة المهينة ,
ومن ههنا يخذل ويحال بينه وبين التوفيق ,
إذ هو الذي جنى على نفسه ,
فبهذا التفصيل تعرف منافاة هذه الأمور للتوحيد . | |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 5:11 am | |
| باب من الإيمان الصبر على أقدار الله
أما الصبر على طاعة الله والصبر عن معصيته
فهو ظاهر لكل أحد أنهما من الإيمان ,
بل هما أساسه وأصله وفرعه
فإن الإيمان كله صبر على ما يحبه الله ويرضاه ويقرب إليه
وصبر عن محارم الله .
فإن الدين يدور على ثلاثة أصول :
تصديق خبر الله ورسوله
وامتثال أمر الله ورسوله ,
واجتناب نهيهما ,
فالصبر على أقدار الله المؤلمة داخل في هذا العموم
ولكن خص بالذكر لشدة الحاجة إلى معرفته والعمل به ,
فإن العبد متى علم أن المصيبة بإذن الله
وأن لله أتم الحكمة في تقديرها
وله النعمة السابغة في تقديرها على العبد ,
رضي بقضاء الله وسلم لأمره
وصبر على المكاره تقربا إلى الله
ورجاء لثوابه وخوفا من عقابه
واغتناما لأفضل الأخلاق ,
فاطمأن قلبه وقوي إيمانه وتوحيده . | |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 5:13 am | |
| باب ما جاء في الرياء
باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا
باب ما جاء في الرياء
ثم قال :
باب : من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا
اعلم أن الإخلاص لله أساس الدين وروح التوحيد والعبادة
وهو أن يقصد العبد بعمله كله وجه الله وثوابه وفضله
فيقوم بأصول الإيمان الستة وشرائع الإسلام الخمس
وحقائق الإيمان التي هي الإحسان
وبحقوق الله وحقوق عباده مكملا لها
قاصدا بها وجه الله والدار الآخرة ,
لا يريد بذلك رياء ولا سمعة ولا رياسة ولا دنيا
وبذلك يتم إيمانه وتوحيده .
ومن أعظم ما ينافي هذا مراءاة الناس
والعمل لأجل مدحهم وتعظيمهم أو العمل لأجل الدنيا ,
فهذا يقدح في الإخلاص والتوحيد .
واعلم أن الرياء فيه تفصيل :
فإن كان الحامل للعبد على العمل قصد مراءاة الناس
واستمر على هذا القصد الفاسد
فعمله حابط وهو مشرك أصغر
ويخشى أن يتذرع به إلى الشرك الأكبر ,
وإن كان الحامل على العمل إرادة وجه الله مع إرادة مراءاة الناس
ولم يقلع عن الرياء بعمله
فظاهر النصوص أيضا بطلان هذا العمل .
وإن كان الحامل للعبد على العمل وجه الله وحده
ولكن عرض له الرياء في أثناء عمله
فإن دفعه وخلص إخلاصه لله لم يضره ,
وإن ساكنه واطمأن إليه نقص العمل
وحصل لصاحبه من ضعف الإيمان والإخلاص
بحسب ما قام في قلبه من الرياء
وتقاوم العمل لله وما خالطه من شائبة الرياء ,
والرياء آفة عظيمة ويحتاج إلى علاج شديد
وتمرين النفس على الإخلاص
ومجاهدتها في مدافعة خواطر الرياء والأغراض الضارة
والاستعانة بالله على دفعها
لعل الله يخلص إيمان العبد ويحقق توحيده .
وأما العمل لأجل الدنيا وتحصيل أعراضها وأغراضها
فإن كانت إرادة العبد كلها لهذا المقصد
ولم يكن له إرادة لوجه الله والدار الآخرة :
فهذا ليس له في الآخرة من نصيب
وهذا العمل على هذا الوصف لا يصدر من مؤمن ,
فإن المؤمن ولو كان ضعيف الإيمان
لا بد أن يريد الله والدار الآخرة
وأما من عمل العمل لوجه الله ولأجل الدنيا ,
والقصدان متساويان أو متقاربان
فهذا وإن كان مؤمنا فإنه ناقص الإيمان والتوحيد والإخلاص
وعمله ناقص لفقده كمال الإخلاص .
وأما من عمل لله وحده وأخلص في عمله إخلاصا تاما
ولكنه يأخذ على عمله جعلا ومعلوما
يستعين به على العمل والدين
كالجعالات التي تجعل على أعمال الخير
وكالمجاهد الذي يترتب على جهاده غنيمة أو رزق
وكالأوقاف التي تجعل على المساجد والمدارس
والوظائف الدينية لمن يقوم بها
فهذا لا يضر أخذه في إيمان العبد وتوحيده
لكونه لم يرد بعمله الدنيا وإنما أراد الدين
وقصد أن يكون ما حصل له معينا له على قيام الدين
ولهذا جعل الله في الأموال الشرعية
كالزكوات وأموال الفيء وغيرها
جزءا كبيرا لمن يقوم بالوظائف الدينية والدنيوية النافعة
كما قد عرف تفاصيل ذلك ,
فهذا التفصيل يبين لك حكم هذه المسألة كبيرة الشأن
ويوجب لك أن تنـزل الأمور منازلها
والله أعلم . | |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 5:13 am | |
| باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أربابا
باب قول الله تعالى "ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك”
ووجه ما ذكره المصنف ظاهر
فإن الرب والإله هو الذي له الحكم القدري , والحكم الشرعي , والحكم الجزائي ,
وهو الذي يؤله ويعبد وحده لا شريك له ,
ويطاع طاعة مطلقة فلا يعصى
بحيث تكون الطاعات كلها تبعا لطاعته ,
فإذا اتخذ العلماء والأمراء على هذا الوجه
وجعل طاعتهم هي الأصل وطاعة الله ورسوله تبعا لها
فقد اتخذهم أربابا من دون الله يتألههم ويحاكم إليهم
ويقدم حكمهم على حكم الله ورسوله ,
وهذا هو الكفر بعينه
فإن الحكم كله لله كما أن العبادة كلها لله ,
والواجب على كل أحد أن لا يتخذ غير الله حكما
وأن يرد ما تنازع فيه الناس إلى الله ورسوله
وبذلك يكون دين العبد كله لله وتوحيده خالصا لوجه الله ,
وكل من حاكم إلى غير حكم الله ورسوله
فقد حاكم إلى الطاغوت وإن زعم أنه مؤمن فهو كاذب ,
فالإيمان لا يصح ولا يتم إلا بتحكيم الله ورسوله
في أصول الدين وفروعه وفي كل الحقوق
كما ذكره المصنف في الباب الآخر ,
فمن حاكم إلى غير الله ورسوله فقد اتخذ ذلك ربا
وقد حاكم إلى الطاغوت . | |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 5:14 am | |
| باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات
أصل الإيمان وقاعدته التي ينبني عليها
هو الإيمان بالله وبأسمائه وصفاته ,
وكلما قوي علم العبد بذلك وإيمانه به وتعبد لله
بذلك قوي توحيده ,
فإذا علم أن الله متوحد بصفات الكمال
متفرد بالعظمة والجلال والجمال
ليس له في كماله مثيل ,
أوجب له ذلك أن يعرف ويتحقق أنه هو الإله الحق
وأن إلهية ما سواه باطلة ,
فمن جحد شيئا من أسماء الله وصفاته
فقد أتى بما يناقض التوحيد وينافيه ,
وذلك من شعب الكفر . | |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 5:15 am | |
| باب قول الله تعالى "يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها "
قول الله تعالى : ( يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا )
[ سورة النحل : الآية 83 ]
الواجب على الخلق إضافة النعم إلى الله قولا واعترافا كما تقدم
وبذلك يتم التوحيد ,
فمن أنكر نعم الله بقلبه ولسانه
فذلك كافر ليس معه من الدين شيء .
ومن أقر بقلبه أن النعم كلها من الله وحده
وهو بلسانه تارة يضيفها إلى الله ,
وتارة يضيفها إلى نفسه وعمله وإلى سعي غيره
كما هو جار على ألسنة كثير من الناس ,
فهذا يجب على العبد أن يتوب منه ,
وأن لا يضيف النعم إلا إلى موليها وأن يجاهد نفسه على ذلك ,
ولا يتحقق الإيمان والتوحيد
إلا بإضافة النعم إلى الله قولا واعترافا ,
فإن الشكر الذي هو رأس الإيمان
مبني على ثلاثة أركان :
اعتراف القلب بنعم الله كلها عليه وعلى غيره والتحدث بها
والثناء على الله بها
والاستعانة بها على طاعة المنعم وعبادته
والله أعلم .
| |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 5:15 am | |
| باب قول الله تعالى "فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون "
قول الله تعالى : ( فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )
[ سورة البقرة : الآية 22 ]
الترجمة السابقة على قوله تعالى :
( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا )
[ سورة البقرة : الآية 165 ]
يقصد بها الشرك الأكبر
بأن يجعل لله ندا في العبادة والحب والخوف والرجاء
وغيرها من العبادات -
وهذه الترجمة المراد بها الشرك الأصغر
كالشرك في الألفاظ كالحلف بغير الله
وكالتشريك بين الله وبين خلقه في الألفاظ
كلولا الله وفلان وهذا بالله وبك
وكإضافة الأشياء ووقوعها لغير الله
كلولا الحارس لأتانا اللصوص ,
ولولا الدواء الفلاني لهلكت ,
ولولا حذق فلان في المكسب الفلاني لما حصل ,
فكل هذا ينافي التوحيد ,
والواجب أن تضاف الأمور ووقوعها
ونفع الأسباب إلى إرادة الله ,
وإلى الله ابتداء ويذكر مع ذلك مرتبة السبب ونفعه
فيقول لولا الله ثم كذا
ليعلم أن الأسباب مربوطة بقضاء الله وقدره ,
فلا يتم توحيد العبد
حتى لا يجعل لله نداً في قلبه وقوله وفعله. | |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 5:16 am | |
| باب من لم يقنع في الحلف بالله
ويراد بهذا إذا توجهت اليمين على خصمك
وهو معروف بالصدق أو ظاهره الخير والعدالة فيحلف
فإنه يتعين عليك الرضا والقناعة بيمينه ,
لأنه ليس عندك يقين يعارض صدقه
وما كان عليه المسلمون من تعظيم ربهم وإجلاله
يوجب عليك أن ترضى بالحلف بالله
وكذلك لو بذلت له اليمين بالله
فلم يرض إلا بالحلف بالطلاق
أو دعاء الخصم على نفسه بالعقوبات ,
فهو داخل في الوعيد
لأن ذلك سوء أدب وترك لتعظيم الله ,
واستدراك على حكم الله ورسوله .
وأما من عرف منه الفجور والكذب
وحلف على ما تيقن كذبه فيه
فإنه لا يدخل تكذيبه في الوعيد للعلم بكذبه ,
وأنه ليس في قلبه من تعظيم الله ما يطمئن الناس إلى يمينه ,
فتعين إخراج هذا النوع من الوعيد لأن حالته متيقنة
والله أعلم . | |
| | | الفجر القادم نائب المدير عام
نشاط العضو : 23815
عدد المشاركات : 515
التقييم والشكر : 11
الجنس :
| موضوع: رد: القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي الإثنين 14 مايو 2012, 5:16 am | |
| باب قول ما شاء الله وشئت
قول : ما شاء الله وشئت
هذه الترجمة داخلة في الترجمة السابقة
( فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا )
[ سورة البقرة : الآية 22 ]
***********
باب من سب الدهر فقد سب الله
وهذا واقع كثيرا في الجاهلية
وتبعهم على هذا كثير من الفساق والمجان والحمقى
إذا جرت تصاريف الدهر على خلاف مرادهم
جعلوا يسبون الدهر والوقت وربما لعنوه .
وهذا ناشئ من ضعف الدين ومن الحمق والجهل العظيم ,
فإن الدهر ليس عنده من الأمر شيء فإنه مدبر مصرف
والتصاريف الواقعة فيه تدبير العزيز الحكيم ,
ففي الحقيقة يقع العيب والسب على مدبره ,
وكما أنه نقص في الدين فهو نقص في العقل ,
فيه تزداد المصائب ويعظم وقعها
وتغلق باب الصبر الواجب , وهذا مناف للتوحيد :
أما المؤمن فإنه يعلم
أن التصاريف واقعة بقضاء الله وقدره وحكمته
فلا يتعرض لعيب ما لم يعبه الله ولا رسوله
بل يرضى بتدبير الله ويسلم لأمره
وبذلك يتم توحيده وطمأنينته . | |
| | | | القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
المواضيع الأخيرة | » آداب الصيامالسبت 31 مايو 2014, 4:09 am من طرف المشتاقه لله» الصدق مع اللهالإثنين 28 أكتوبر 2013, 7:32 am من طرف طالب دعاءكم» موت المغردين وتغريداتهمالسبت 26 أكتوبر 2013, 11:35 am من طرف المشتاقه لله» موقع رائع يشرح صفة الحج والعمرة كأنك في الحجالجمعة 11 أكتوبر 2013, 6:52 pm من طرف طالب دعاءكم» التكبير المطلق والمقيدالجمعة 11 أكتوبر 2013, 6:51 pm من طرف طالب دعاءكم» موقع رائع يشرح صفة الحج والعمرة كأنك في الحجالثلاثاء 08 أكتوبر 2013, 9:55 am من طرف طالب دعاءكم» الدعوة من خلال "إجابات Googl"الجمعة 08 فبراير 2013, 2:22 pm من طرف المشتاقه لله» كلمات قليلة وفائدة بإذن الله كبيرة ونافعةالجمعة 08 فبراير 2013, 2:04 pm من طرف المشتاقه لله» من أين نبدأ في تعلم مبادئ الاسلام؟الجمعة 01 فبراير 2013, 7:33 pm من طرف طالب دعاءكم» بطاقات وصور رأس السنة والاحكام التى تتعلق بهالإثنين 31 ديسمبر 2012, 1:47 pm من طرف طالب دعاءكم |
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم يريد خدمة الإسلام مع امانة النقل
https://hewaradian.ahlamountada.com |
12> |