جولة فى بطون كتب الرافضة و افتراءاتهم
على ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه ثم اما بعد :
هذه جولة فى بطون كتب علماء الامامية الاثناعشرية أحاول فيها
جمع كل ما توصلت اليه مما ذكر عن أم المؤمنين
عائشة بنت الصديق
حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه المصون
فى الدنيا والأخرة
أهدي هذه الجولة :
- الى السذج من أهل السنة والجماعة الذين تعالت صيحاتهم
ونداءاتهم بالوحدة والتقارب مع الامامية الإثناعشرية
-الى كل من تلبس بالتقية من دعاة الامامية الاثناعشرية محاول
التدليس والتلبيس على بسطاء العقول انهم لا يكفرون أحدا
من أمهات المؤمنين ولا يسمحون بالخوض فى عرض اى منهم
ابدأ هذه الجولة بما ذكر ان النبى صلى الله عليه وسلم
قد وكل على بن ابى طالب رضى الله عنه بتطليق زوجاته
من بعده اذا خرجن عليه
(ثم مشى أحمد بن اسحاق ليجئ بذلك فنظر الي مولانا
ابومحمد العسكري عليه السلام وقال: ما جاء بك يا سعد؟
فقلت: شوقني أحمد بن اسحاق إلى لقاء مولانا. قال:
المسائل التي أردت أن تسأل عنها؟ قلت: على حالها يا مولاي.
قال: فاسأل قرة عيني - وأومى إلى الغلام - عما بدا لك !
فقلت: يا مولانا وابن مولانا روي لنا: ان رسول الله
صلى الله عليه وآله جعل طلاق نسائه إلى أميرالمؤمنين،
حتى انه بعث يوم الجمل رسولا إلى عائشة وقال: انك أدخلت الهلاك
على الاسلام وأهله بالغش الذي حصل منك، وأوردت أولادك
في موضع الهلاك بالجهالة، فان امتنعت وإلا طلقتك. فاخبرنا
يا مولاي عن معنى الطلاق الذي فوض حكمه رسول الله
صلى الله عليه وآله إلى أميرالمؤمنين عليه السلام؟ فقال:
ان الله تقدس اسمه عظم شأن نساء النبي صلى الله عليه وآله
فخصهن لشرف الامهات فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
يا أبا الحسن ان هذا شرف باق مادمن لله على طاعة،
فأيتهن عصت الله بعدي بالخروج عليك فطلفها من الازواج،
واسقطها من شرف امية المؤمنين)
راجع الرواية من بدايتها فى كتاب الاحتجاج للطوسى - الجزء 2 ص 272
لا اقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل فحتى ما اثبته الله لها
من كونها اما للمؤمنين جردوها منه نسال الله ان يجردهم
من رحماته فى الدنيا والاخرة
- تلقيبها بام الشرور
- أفرد العلامة زين الدين النباطي في كتابه الصراط المستقيم
3/161-168
فصلين الفصل الأول سماه :
" فصل في أم الشرور عائشة أم المؤمنين"
وفصل آخر خصصه للطعن في حفصة رضي الله عنهما
سماه" فصل في أختها حفصة "
واتهمها محسن المعلم في كتابه النصب والنواصب ص 337
انها ناصبية ناصبت العداء لال البيت "ترجمة رقم 68 "
ولم يكتفى بذلك بل عرض عامله الله بما يستحق على الطاهرة العفيفة
بالزنا واتهمها بالنصب ولا يخفى ان الناصبى كافر باجماعهم
وقال زين الدين النباطي في كتابه الصراط المستقيم
الجزء الثالث ص 165
قالوا - أي السنة - براها الله في قوله { أولئك مبرؤون مما يقولون }
قلنا ذلك تنزيه لنبيه عن الزنا لا لها كما أجمع فيه المفسرون ..
وهو تكرار لكلام العاملى السابق اعلاه
ثم قال في ص 167
"وقد اتهمها بالجنون والسفه ابن الزبير أراد أن يحجر عليها
فهذه شهادة منه وممن سمع حديثه ولم ينكره أنها أتت بما يوجب
الحجر كالسفه والجنون"
الا فلينتقم الله من هذا المدحور فى الدنيا والاخرة
ايضا قدأطلق عليها الزنديق النباطي بالشيطانة "/135 الصراط المستقيم "
وقد ذكروا عن الصادق انه قال :"اتدرون مات النبي صلى الله عليه وآله
أو قتل ؟ إن الله يقول : (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)
فسم قبل الموت ، إنهما سقتاه (زاد الكاشاني :
"يعني المرأتين لعنهما الله وأبويهما" تفسير الصافي 1/305)
قبل الموت، فقلنا : إنهما وأبويهما شر من خلق الله
"(تفسير العياشي 1/200 وانظر تفسير الصافي للكاشاني
1/305 والبرهان للبحراني 1/320 وبحار الأنوار للمجلسي 6/504، 8/6).
ووصف المجلسي –شيخ الدولة الصفوية، ومرجعكم المدحور
- سند هذه الرواية المكذوبة بأنه معتبر ، وعلق عليها بقول :
"إن العياشي روى بسند معتبر عن الصادق(ع) أن عائشة
و حفصة لعنة الله عليهما وعلى أبويهما قتلتا رسول الله بالسم
دبرتاه"(حياة القلوب للمجلسي 2/700).
وقد نقل هذه الحادثة المكذوبة عدد كبير من مصنفي الامامية ،
وذكروا اسم عائشة و حفصة وأبويهما صراحة وزعموا أنهم
وضعوا السم لرسول الله فمات بسببه
(راجع تفسير القمي ط حجرية ص 340 ، ط حديثة 2/375 – 376.
وانظر الصراط المستقيم للبياضي 3/168- 169 .
وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2/457 .
وإحقاق الحق للتستري ص 308 وتفسير الصافي للكاشاني 2/716-717.
والبرهان للبحراني 1/320 ، 4/352- 353
والأنوار النعمانية للجزائري 4/336-337).
نقل الصدوق والمجلسي لإجماع الشيعة على التبرئ
من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم ,, وهذا لفظ المجلسي :
" وعقيدتنا في التبرئ : أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة :
أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية ، ومن النساء الأربع :
عائشة وحفصة وهند وأم الحكم ومن جميع أتباعهم وأشياعهم ،
وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض ، وأنه لا يتم الإيمان بالله ورسوله
والأئمة إلا بعد التبرئ من أعدائهم " ( حق اليقين للمجلسي ص 519 )
كلام اخر لعلامة الكفر والضلال فى شرحة للاية " كانتا تحت عبدين ...."
قال المجلسي :" لا يخفى على الناقد البصير والفطن الخبير
ما في تلك الآيات من التعريض ، بل التصريح بنفاق عائشة
وحفصة وكفرهما " ( بحار الأنوار 22/33)
اما الطوسي شيخ الطائفة فاليك نص كلامه
عائشة كانت مصرة على حربها لعلي ولم تتب وهذا يدل
على كفرها وبقائها عليه,,,,,,
الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد ص 361-365
وقد وصل الامر به قبحه الله وعامله بما يستحق الى لعنها
والحكم عليها بالخلود فى النار فقال :
اللهم العن الشريره الملعونه المفسدة الطاغية الطاغية الباغية
الكافرة الخارجة الكاذبه
المحاربة حرب الجمل الباغية المعذبه في عذاب الله ..........
الحافظ رجب البرسي يتهم أم المؤمنين بالخيانة ويقول
(ان عائشة جمعت اربعين دينارا من خيانة .وفرقتها على مبغضي علي)
قال المجلسي في كتابه بحار الانوار ج40ص
2 (قال علي سافرت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم ليس له خادم غيري وكان له لحاف
ليس له لحاف غيره ومعه
عائشة وكان رسول الله ينام بيني وبين عائشة ليس
علينا ثلاثتنا لحاف غيره
فاذا قام الى صلاة اليل يحط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين
عائشة حتى يمس
اللحاف الفراش الذي تحتنا)....
كتاب مشارق انوار اليقين ص86
زعم الشيعة أن قوله تعالى :"ضرب الله مثلا للذين كفروا
امرأة نوح وامرأة لوط
كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين قخانتاهما فلم يغنيا عنهما
من الله شيئا
وقيل ادخلا النار مع الداخلين"(سورة التحريم 10)
مثل ضربه الله لعائشة وحفصة ..رضي الله عنهما.
وقد فسر بعضهم بالخيانة بارتكاب الفاخشة –والعياذ بالله تعالى-:
قال القمي في تفسير هذه الآية :"والله ما عنى بقوله : (فخانتاهما) إلا الفاحشة
(وليس هذا القول بدعا من القمي فقد سبقه إليه الكليني –شيخ الاسلام عند
الشيعة ، ومرجعهم- ونسبه إلى أبي جعفر الباقر ، راجع البرهان للبحراني 4/
357-358)، وليقيمن الحد على (عائشة) (عند القمي فلانة بدل عائشة وهذا من
باب التقية وقد صرح غيره باسمها فكشف ما حظرت التقية كشفه بزعمهم) فيما
أتت في طريق (البصرة) (في الطبعة الحديثة (....)) وكان (طلحة) (في نسخة
أخرى فلان بدل طلحة وهو من التقية كما أسلفنا) يحبها
فلما أرادت أن تخرج إلى (البصرة) (في الطبعة الحديثة (....)) قال لها فلان : لا
يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من (طلحة) (في نسخة أخرى
فلان بدل طلحة).. (تفسير القمي ط حجرية ص 341 ط حديثة 2/377 وانظر البرهان
للبحراني 4/358 وتفسير عبدالله شبر ص 338 وقد ساقاها موضحة كما أثبتها
في المتن).
دعاء صنمى قريش ولا اظنه يخفى على احد من الاثناعشرية
اللهم العن صنمي قريش جبتيهما وطاغوتيها وأفكيها وابنتيهما
اللذي حرفا أمرك وأنكرا وحيك وجحدا أنعامك وعصيا رسولك
وقلبا دينك وحرفا كتابك وعطلا أحكامك وأبطلا فرائضك
وألحدا في آيتك وعاديا أولياءك وواليا أعداءك وخربا بلادك
وأفسدا عبادك، اللهم العنهما وأنصارهما فقد أخربا بيت النبوة
وردما بابه ونقضا سقفه وألحقا سماءه بأرضه وعاليه بسافله
وظاهره بباطنه واستأصلا أهله وأبادا أنصاره وقتلا أطفاله
وأخليا منبره من وصيه وارثيه وجحدا نبوته وأشركا بربهما
فعظم ذنبهما وخلدهما في سقر وما أدراك ما سقر لا تبقي
ولا تذر………اللهم اللعنهما بكل آية حرفوها وفريضة
تركوها…….اللهم……………((دعاء طويل))
ولا يخفى من هما ابنتى ابى بكر وعمر رضى الله عنهما!
- مهدى الرافضة المزعوم يقوم باحياء ام المؤمنين عائشة
واقامة الحد عليها
انظر " الرجعة " لاحمد الاحسائى صفحة 116
عن عبد الرحمن القصير عن أبي جعفر عليه السلام
(( أما لو قد قام قائما لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد ،
وحتى ينتقم لأمه فاطمة ، قلت : جعلت فداك ، ولم يجلدها الحد ؟
قال لفريتها على أم إبراهيم ، قلت : فكيف أخر الله ذلك إلى القائم ؟
قال : إن الله بعث محمدا رحمة وبعث القائم نقمة "
المجلسى – نعمة الله الجزائرى
أسند العياشي وهو من كبار مفسري الشيعة الى ابي عبد الله عليه السلام
جعفر الصادق -زورا وبهتانا-
انه قال في تفسير قوله تعالى
((ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا ))
((التي نقضت غزلها انكاثا من بعد قوة عائشة هي نكثت ايمانها))
تفسير العياشي 2 ص 269
وانظر البرهان للبحراني 2 ص 383
وبحار الانوار للمجلسي 7 ص 454
ولا يكتفون بذلك بل يزعمون ان لعائشة رضي الله عنها بابا
من ابواب النار تدخل منه فقد اسند العياشي ايضا الى جعفر الصادق
رضي الله عنه وحاشاه مما نسب اليه انه قال في تفسير قوله تعالى
حكاية عن النار ((لها سبعة ابواب)) الحجر 44
((يؤتى بجنهم لها سبعة ابواب والباب السادس لعسكر .....الخ
تفسير العياشي 2 ص243
البرهان للبحراني 2 ص 354
بحار الانوار للمجلسي 4 ص 378 و 8 ص 220
وعسكر كناية عن عائشة رضي الله عنها كما زعم المجلسي
ووجه الكناية عن اسمها بعسكر كونها كانت تركب جملا
في موقعة الجمل يقال له عسكر..
بحار الانوار للمجلسي 4 ص 378 و 8 ص 220
8449 ] 1 ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ،
عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ،
عن الخيبري ، عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السرّاج قالا :
سمعنا أبا عبد الله ( عليه السلام ) وهو يلعن في دبر كلّ مكتوبة
أربعة من الرجال وأربعاً من النساء ، فلان وفلان وفلان
ويسمّيهم ومعاوية ، وفلانة وفلانة وهنداً وأُمّ الحكم اخت معاوية.
الكافي 3 : 342|10.
محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يحيى ، مثله ،
إلاّ أنّه ترك قوله : عن الخيبري (1).
(1) التهذيب 2 : 321|1313.
وعلق المجلسي في كتابه "مرآة العقول"(15/174): ما نصه:
(و الكنايات الأول عبارة عن الثلاثة بترتيبهم و الكنايات
الأخيرتان عن عائشة و حفصة).
العياشي في تفسيره : عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله
قال: تدرون مات النبي أو قتل ان الله يقول:
( أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) فسم قبل الموت
أنهما سقتاه قبل الموت فقلنا انهما وأبوهما شر من خلق الله.
تفسير العياشى (1/200 ح152 )
ووصف الكافر الزنديق المجلسي هذه الخزعبلة - أقصد الرواية –
بأنها معتبرة، وعلق عليها بقوله:
(إن العياشي روى بسند معتبر عن الصادق (ع)
أن عائشة لعنة الله عليهما و على أبويهما قتلتا رسول الله !! بالسم دبرتاه)
حياة القلوب للمجلسي 2/700 باب "در بيان رحلت آنحضرت"
و قال الملقب بعمدة العلماء و المحققين محمد التوسيركاني
ما نصه: (تنبيه اعلم ان أشرف الأمكنة والأوقات والحالات
أشبها للعن عليهم –عليهم اللعنة – إذا كنت في المبال فقل
عند كل واحد من التخلية والاستبراء والتطهير مرارا بفراغ من البال:
اللهم العن عمر ثم أبا بكر و عمر ُم عثمان و عمر ثم معاوية
وعمر ثم يزيد وعمر ابن زياد وعمر ابن سعد وعمر
ثم شمرا وعمر ثم عسكرهم وعمر، اللهم العن عائشة
وحفصة وهند و أم الحكم والعن من رضي بأفعالهم الى يوم القيامة )
لئالى الأخبار لمحمد التوسيركاني 4/92 الأدعية الواردة في التعقيب
وهذا طعن الزنديق ياسر الخبيث
قبحه الله فى ام المؤمنين ورميها بالفاحشة
هذا غيض من فيض مما احتوته كتب الشيعة من طعن بواحدة
من فضليات امهات المؤمنين رضى الله عنهن اجمعين
اللهم انا نبرأ اليك من علماء ومراجع الامامية الذين جاؤوا بهذا الإفك المبين
اللهم عليك بهم وبكل من سلك نهجهم وطعن فى ال بيت نبيك الكريم
وزوجاته الطاهرات العفيفات وارنا فيهم عجائب قدرتك
والى الله المشتكى وحسبنا الله ونعم الوكيل
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم
================================
الحكم الإسلامي على ساب أمهات المؤمنين الطاهرات
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :
إن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن داخلات في عموم الصحابة
رضي الله عنهم ، لأنهن منهم ، و كل ما جاء في تحريم سب الصحابة
من آيات قرآنية و أحاديث نبوية فإن ذلك يشملهن ،
و لما لهن من المنزلة العظيمة و قوة قرابتهن من سيد الخلق
صلى الله عليه وسلم ، ولم يغفل أهل العلم عن حكم سابهن و عقوبته ،
بل بينوا ذلك أوضح بيان في أقوالهم المأثورة و مؤلفاتهم المختلفة .
أقول : إن أهل العلم من أهل السنة والجماعة أجمعوا قاطبة على أن
من طعن في عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه وبما رماها به
المنافقون من الإفك فإنه كافر مكذب بما ذكره الله في كتابه
من إخباره ببراءتها وطهارتها ، و قالوا إنه يجب قتله .
و قد ساق أبو محمد بن حزم الظاهري بإسناده إلى هشام بن عمار
قال : سمعت مالك بن أنس يقول من سب أبا بكر و عمر جلد ،
و من سب عائشة قتل ، قيل له : لم يقتل في عائشة ؟ قال :
لأن الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها
{يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين }،
قال مالك فمن رماها فقد خالف القرآن ، و من خالف القرآن قتل .
قال أبو محمد رحمه الله : قول مالك هانا صحيح و هي ردة تامة
و تكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها.(1)
و حكى أبو الحسن الصقلي أن القاضي أبا بكر الطيب قال :
إن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون
سبح نفسه لنفسه ، كقوله {و قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه }،
و ذكر تعالى ما نسبه المنافقون إلى عائشة فقال
{ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك } ،
سبح نفسه في تبرئتها من السوء كما سبح نفسه في تبرئته من السوء ،
و هذا يشهد لقول مالك في قتل من سب عائشة ،
ومعنى هذا و الله أعلم أن الله لما عظم سبها كما عظم سبه
وكان سبها سباً لنبيه ، و قرن سب نبيه وأذاه بأذاه تعالى ،
وكان حكم مؤذيه تعالى القتل ، كان مؤذي نبيه كذلك.(2)
و قال أبو بكر بن العربي : إن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة
بالفاحشة فبرأها الله ، فكل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله ،
و من كذب الله فهو كافر ، فهذا طريق قول مالك ،
و هي سبيل لائحة لأهل البصائر ولو أن رجلاً سب عائشة بغير
ما برأها الله منه لكان جزاؤه الأدب .(3)
و ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعض الوقائع التي قتل فيها
من رماها رضي الله عنها بما برأها الله منه ، حيث يقول :
و قال أبو بكر بن زياد النيسابوري : سمعت القاسم بن محمد
يقول لإسماعيل بن إسحاق أتى المأمون بالرقة برجلين شتم
أحدهما فاطمة و الآخر عائشة ، فأمر بقتل الذي شتم فاطمة
و ترك الآخر ، فقال إسماعيل : ما حكمهما إلا أن يقتلا
لأن الذي شتم عائشة رد القرآن .
قال شيخ الإسلام : وعلى هذا مضت سيرة أهل الفقه والعلم
من أهل البيت وغيرهم .
قال أبو السائب القاضي : كنت يوماً بحضرة الحسن بن زيد الدعي
بطبرستان ، و كان بحضرته رجل فذكر عائشة
بذكر قبيح من الفاحشة ، فقال : يا غلام اضرب عنقه ، فقال له العلويون :
هذا رجل من شيعتنا ، فقال : معاذ الله إن هذا رجل طعن على
النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى
{ الخبيثات للخبيثين و الخبيثون للخبيثات ، والطيبات للطيبين
و الطيبون للطيبات ، أولئك مبرءون مما يقولون ، لهم مغفرة و رزق كريم } ،
فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث ،
فهو كافر فاضربوا عنقه ، فضربوا عنقه و أنا حاضر .
و روي عن محمد بن زيد أخي الحسن بن زيد أنه قدم عليه رجل
من العراق فذكر عائشة بسوء فقام إليه بعمود فضرب دماغه فقتله ،
فقيل له : هذا من شيعتنا و من بني الآباء ، فقلا :
هذا سمى جدي قرنان – أي من لا غيرة له - ،
و من سمى جدي قرنان استحق القتل فقتلته .
و قال القاضي أبو يعلى : من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف ،
و قد حكي الإجماع على هذا غير واحد ، و صرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم .
و قال أبي موسى – و هو عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن جعفر
الشريف الهاشمي إمام الحنابلة ببغداد في عصره - :
و من رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين
ولم ينعقد له نكاح على مسلمة .(4)
و قال ابن قدامة المقدسي : ومن السنة الترضي عن أزواج
رسول الله صلى الله عليه و سلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت
من كل سوء ، أفضلهم خديجة بن خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق
التي برأها الله في كتابه ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا
و الآخرة ، فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم .(5)
وقال الإمام النووي في صدد تعداده الفوائد التي اشتمل عليها
حديث الإفك : الحادية و الأربعون : براءة عائشة رضي الله عنها
من الإفك و هي براءة قطعية بنص القرآن العزيز ،
فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين ،
قال ابن عباس و غيره : لم تزن امرأة نبي من الأنبياء
صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين ، و هذا إكرام من الله تعالى لهم .(6)
و قد حكى العلامة ابن القيم اتفاق الأمة على كفر قاذف
عائشة رضي الله عنها ، حيث قال : واتفقت الأمة على كفر قاذفها .(7)
و قال الحافظ ابن كثير عند قوله تعالى
{إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا
و الآخرة و لهم عذاب عظيم } ،
قال : أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا
ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية ، فإنه كافر
لأنه معاند للقرآن .(
و قال بدر الدين الزركشي : من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببراءتها .(9)
و قال السيوطي عند آيات سورة النور التي نزلت في براءة عائشة
رضي الله عنها من قوله تعالى
{ إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم .. الآيات } ،
قال : نزلت في براءة عائشة فيما قذفت به ، فاستدل به الفقهاء
على أن قاذفها يقتل لتكذيبه لنص القرآن ، قال العلماء :
قذف عائشة كفر لأن الله سبح نفسه عند ذكره فقال سبحانك
هذا بهتان عظيم ، كما سبح نفسه عند ذكر ما وصفه به المشركون
من الزوجة والولد .(10)
قلت : هذه الأقوال المتقدمة عن هؤلاء الأئمة كلها فيها بيان واضح
أن الأمة مجمعة على أن من سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
و قذفها بما رماها به أهل الإفك ، فإنه كافر حيث كذب الله
فيما أخبر به من براءتها و طهارتها رضي الله عنها ،
و أن عقوبته أن يقتل مرتداً عن ملة الإسلام .
وأما حكم من سب غير عائشة من أزواجه صلى الله عليه وسلم ، ففيه قولان :
أحدهما : أن حكمه كحكم ساب غيرهن من الصحابة ؛
وحكم ساب الصحابة و عقوبته هي :
1 – ذهب جمع من أهل العلم إلى القول بتكفير من سب الصحابة
رضي الله عنهم أو تنقصهم وطعن في عدالتهم و صرح ببغضهم
و أن من كانت هذه صفته فقد أباح دم نفسه و حل قتله ،
إلا أن يتوب من ذلك و ترحم عليهم .
و ممن ذهب إلى ذلك : الصحابي الجليل عبد الرحمن بن أزى
و عبدالرحمن بن عمرو الأوزاعي و أبو بكر بن عياش ،
و سفيان بن عيينة ، و محمد بن يوسف الفريابي و بشربن الحارث المروزي
و غير كثير .
فهؤلاء الأئمة صرحوا بكفر من سب الصحابة وبعضهم
صرح مع ذلك أنه يعاقب بالقتل ، و إلى هذا القول ذهب
بعض العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية .
2 - و ذهب فريق آخر من أهل العلم إلى أن ساب الصحابة لا يكفر
بسبهم بل يفسق ويضلل ولا يعاقب بالقتل ، بل يكتفي بتأديبه
وتعزيره تعزيراً شديداً يروعه و يزجره حتى يرجع عن ارتكاب
هذا الجرم الذي يعتبر من كبائر الذنوب والفواحش المحرمات ،
وإن لم يرجع تُكرر عليه العقوبة حتى يظهر التوبة .
و ممن ذهب إلى هذا القول : عمر بن عبد العزيز و عاصم الأحول
و الإمام مالك و الإمام أحمد و كثير من العلماء مما جاء بعدهم .
الثاني : و هو الأصح من القولين على ما سيتضح من أقوال
أهل العلم أن من قذف واحدة منهن فهو كقذف عائشة رضي الله عنها .
التوضيح : أخرج سعيد بن منصور وابن جرير الطبري و الطبراني
وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قرأ سورة النور ففسرها ،
فلما أتى على هذه الآية {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات }،
قال : هذه في عائشة و أزواج النبي صلى الله علية وسلم ،
ولم يجعل لمن فعل ذلك توبة ، و جعل لمن رمى امرأة من المؤمنات
من غير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم التوبة ،
ثم قرأ {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء}
إلى قوله{إلا الذين تابوا} ، ولم يجعل لمن قذف امرأة من
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم توبة ، ثم تلا هذه الآية
{لعنوا في الدنيا و الآخرة ولهم عذاب عظيم} ،
فهمّ بعض القوم أن يقوم إلى ابن عباس فيقبل رأسه لحُسنِ ما فسّر .(11)
قال ابن تيمية : فقد بين ابن عباس أن هذه الآية إنما نزلت فيمن
يقذف عائشة وأمهات المؤمنين لما في قذفهن من الطعن على رسول الله
صلى الله عليه وسلم وعيبه ، فإن قذف المرأة أذىً لزوجها
كما هو أذى لابنها ، لأنه نسبة له إلى الدياثة وإظهار لفساد فراشه ،
فإن زناء امرأته يؤذيه أذىً عظيماً ، و لهذا جوز له الشارع
أن يقذفها إذا زنت ، و درء الحد عنه باللعان و لم يبح لغيره
أن يقذف امرأة بحال .(12)
و قد قال كثير من أهل العلم أن بقية أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
لهن حكم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
فقد قال أبو محمد ابن حزم بعد أن ذكر أن رمي عائشة
رضي الله عنها ردة تامة و تكذيب للرب – جلا وعلا –
في قطعه ببراءتها ، قال : و كذلك القول في سائر أمهات المؤمنين
ولا فرق ، لأن الله تعالى يقول { و الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ،
أولئك مبرؤون مما يقولون } ، فكلهن مبرآت من قول إفك
والحمد لله رب العالمين .(13)
و ذكر القاضي عياض عن ابن شعبان – محمد بن القاسم بن شعبان
أبو إسحاق ابن القرطبي من نسل عمار بن ياسر ،
رأس الفقهاء المالكيين بمصر ت355هـ – أنه قال :
ومن سب غير عائشة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ففيها قولان :
أحدهما : يقتل لأنه سب النبي صلى الله عليه وسلم ، بسب حليلته .
و الآخر : أنها كسائر الصحابة يجلد حد المفتري ، قال : و بالأول أقول .(14)
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
و أما منسب غير عائشة من أزواجه صلى الله عليه وسلم ففيه قولان :
أحدهما : أنه كساب غيرهن من الصحابة .
والثاني : و هو الأصح أنه من قذف واحدة من أمهات المؤمنين
فهو كقذف عائشة رضي الله عنها .. و ذلك لأن هذا فيه عار
و غضاضة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
و أذى له أعظم من أذاه بنكاحهن .(15)
و قال الحافظ ابن كثير رحمه الله بعد قوله تعالى
{ إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا
والآخرة ولهم عذاب عظيم } : هذا وعيد من الله تعالى للذين
يرمون المحصنات الغافلات ، خرج مخرج الغالب المؤمنات ،
فأمهات المؤمنين أولى بالدخول في هذا من كل محصنة ولا سيما
التي كانت سبب النزول ، و هي عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما –
إلى أن قال - : و في بقية أمهات المؤمنين قولان :
أصحهما أنهن كهي والله أعلم .(16)
و مما يرجح القول بأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم غير عائشة
في الحكم وجوه :
الوجه الأول : أن لعنة الله في الدنيا والآخرة لا تستوجب بمجرد القذف ،
وأن اللام في قوله تعالى {المحصنات الغافلات المؤمنات} لتعريف المعهود ،
والمعهود هنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن الكلام
في قصة الإفك و وقوع من وقع في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ،
أو قصر اللفظ العام على سببه للدليل الذي يوجب ذلك .
الوجه الثاني : أن الله سبحانه رتب هذا الوعيد على قذف
محصنات غافلات مؤمنات ، و قال في أول سورة النور :
{ و الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء
فاجلدوهم ثمانين جلدة .. الآية } فترتب الجلد و رد الشهادة و الفسق
على مجرد قذف المحصنات ، فلا بد أن تكون المحصنات الغافلات
المؤمنات لهن مزية على مجرد المحصنات و ذلك – والله أعلم –
لأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مشهود لهن بالإيمان
لأنهن أمهات المؤمنين و هن أزواج نبيه في الدنيا و الآخرة
و عوام المسلمات إنما يعلم منهن في الغالب ظاهر الإيمان
و لأن الله سبحانه قال في قصة عائشة
{ و الذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم } فتخصيصه بتولي كبره
دون غيره دليل على اختصاصه بالعذاب العظيم ،
و قال تعالى {ولولا فضل الله عليكم و رحمته في الدنيا و الآخرة
لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم } ، فعلم أن العذاب العظيم
لا يمس كل من قذف ، وإنما يمس متولي كبره فقط ،
و قال تعالى هنا { له عذاب عظيم } فعلم أنه الذي رمى أمهات المؤمنين
و يعيب بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وتولى كبر الإفك ،
و هذه صفة المنافق ابن أبي سلول.
الوجه الثالث : لمّا كان رمي أمهات المؤمنين أذى
للنبي صلى الله عليه وسلم لعن صاحبه في الدنيا و الآخرة ،
و لهذا قال ابن عباس : ليس فيها توبة ، لأن مؤذي النبي
صلى الله عليه وسلم لا تقبل توبته إذا تاب من القذف حتى يسلم إسلاماً جديداً ،
وعلى هذا فرميهن نفاق مبيح للدم إذا قصد به أذى النبي
صلى الله عليه وسلم أو أذاهن بعد العلم بأنهن أزواجه في الآخرة ،
فإنه ما لعنت امرأة نبي قط .
و مما يدل على أن قذفهن أذىً للنبي صلى الله عليه وسلم
ما خرجاه في الصحيحين في حديث الإفك عن عائشة ،
قالت : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر
من عبد الله بن أبي بن سلول ، قالت : فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم و هو على المنبر : يا معشر المسلمين
من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي ،
فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً ، و لقد ذكروا رجلاً
ما علمت عليه إلا خيراً ، و ما كان يدخل على أهلي إلا معي .(17)
فهذه الوجوه الثلاثة فيها تقوية و ترجيح لقول من ذهب إلى
أن قذف غير عائشة رضي الله عنها من أزواج النبي
صلى الله عليه وسلم حكمه كقاذف عائشة رضي الله عنها ،
لما فيه من العار والغضاضة على النبي صلى الله عليه وسلم ، كما أن في ذلك أذى عظيماً للنبي عليه الصلاة والسلام .
1 - المحلى (13/504) .
2 - الشفاء للقاضي عياض (2/267-268) .
3 -أحكام القرآن لابن العربي (3/1356) .
- 4 الصارم المسلول ( ص 566-568) .
- 5 لمعة الاعتقاد (ص 29 ) .
- 6 شرح النووي على صحيح مسلم (17/ 117-118 ) .
- 7 زاد المعاد (1/106) .
- 8 تفسير القرآن العظيم (5/76) .
- 9 الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة (ص 45 ) .
- 10 الإكليل في استنباط التنزيل ( ص 190) .
- 11 الدر المنثور (6/165) و جامع البيان (18/ 104 ) .
- 12 الصارم المسلول ( ص 45 ) .
- 13 المحلى (13/504) .
- 14 الشفاء للقاضي عياض (2/ 269) .
- 15 الصارم المسلول (ص 567 ) .
- 16 تفسير القرآن العظيم (5/76) .
- 17 البخاري (3/163) ومسلم (4/2129-2136 ) .