بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم:
"وددت لو رأيت اخواني
قالو: أولسنا إخوانك يارسول الله؟؟
قال: لا..أنتم أصحابي أما اخواني فقوم يأتون من بعدي
يؤمنون بي ولم يروني"
تٌرى هل لو رآنا لأحبنا؟؟؟
اسأل نفسك ؟؟
وفكر ملياً قبل ان تجيب..
اشتاق الينا!! بل بكى شوقا الينا!!!! وتمنى رؤيتنا
أما قال "وددت لو رأيت إخواني" نعم قالها الحبيب عنا!!
وما استشعرنا تلك الكلمات....
كيف لاتشتاق قلوب اشتاق اليها رسول الله؟؟
كيف لا تحن قلوب حن اليها الحبيب؟؟؟
تساؤلات عدة ... هل سيفرح بلقيانا؟!
هل يا تراه سيسعد بحالنا؟!
بل هل لو رآنا لاحبنا؟ !! مابال قلوب تشتاق اليه ولا تتبع هديه؟!!
ما بالها تتمنى لقاه ولا تعمل؟؟!
لكن تذكروا أن اللبيب سيلحق بالحبيب!!!!!
أنتفضوا له وهبوا لنجدته والدفاع عنه ..... أدعوا الله أن تكونوا
أخوانه .... الذين أشتاق لرئيتهم ....
انظروا الى السلف وكيف كانت محبتهم للرسول:
عن عبدة بنت خالد بن معدان قالت : [ ما كان خالد يأوي إلى فراش إلا و هو يذكر من شوقه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و إلى أصحابه من المهاجرين و الأنصار يسميهم و يقول : هم أصلي و فصلي و إليهم يحن قلبي طال شوقي إليهم فعجل ربي قبضي إليك حتى يغلبه النوم ]
و قال إسحاق التجيبي : كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم بعده لا يذكرونه إلا خشعوا و اقشعرت جلودهم و بكوا و قال مالك ـ وقد سئل عن أيوب السختياني : [ ما حدثتكم عن أحد إلا و أيوب أفضل منه :
و قال : وحج حجتين فكنت أرمقه و لا أسمع منه غير أنه كان إذا ذكر النبي صلى الله عليه و سلم بكى حتى أرحمه ] وقال مصعب بن عبد الله : [ كان مالك إذا ذكر النبي صلى الله عليه و سلم يتغير لونه و ينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه فقيل له يوما في ذلك فقال لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم علي ما ترون و لقد كنت أرى محمد بن المنكدر وكان سيد القراء لا نكاد نسأله عن حديث أبدا إلا يبكي حتى نرحمه ] .
وقال ثابت البناني لأنس بن مالك رضي الله عنه : [ أعطني عينيك التي رأيت بهما رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أقبلها ].
و عن جبير بن نفير عن أبيه قال جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما فمر به رجل فقال : طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لوددنا انا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت ) رواه الإمام أحمد وقال شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح
أخي هل يحملك الشوق إلى لقاء النبي صلى الله عليه وسلم و هل تحدث نفسك برؤيته هل أقبلت على سنته و اقتفيت آثاره طمعاً في الظفر بالورود على حوضه و شوق لرؤيته هل تردد ما قاله هذا المشتاق:
نسينا في ودادك كل غال *** فأنت اليوم أغلى ما لدينا
نلام على محبتكم و يكفي *** لنا شرف نلام و ما علينا
ولما نلقكم لكن شوقاً *** يذكرنا فكيف إذا التقينا
تسلى الناس بالدنيا و إنّا *** لعمر الله بعدك ما سلونا
يقول ابن القيم رحمه الله : [ فإذا صدق في ذلك ـ أي العبد ـ رزق محبة الرسول واستولت روحانيته على قلبه فجعله إمامه ومعلمه وأستاذه وشيخه وقدوته كما جعله الله نبيه ورسوله وهاديا إليه فيطالع سيرته ومبادئ أمره وكيفية نزول الوحي عليه ويعرف صفاته وأخلاقه وآدابه في حركاته وسكونه ويقظته ومنامه وعبادته ومعاشرته لأهله وأصحابه حتى يصير كأنه معه من بعض أصحابه ] مدارج السالكين جـ3صـ268
شبــــــكة الصوت الإســلامي
[/size][/color]