الأستاذة : زاد المعاد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل في محكم التنزيل( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ) , الحمد لله الذي جعلنا من أمة أُنزل عليها خير كتاب , والصلاة والسلام على رسولنا محمد بن عبد الله عليه أزكى صلاة وأتم تسليم وبعد ...
بين ثنايا هذه السطور سأذكر لكم قصة الطفلة ( همسة ) ذات الـ 11 ربيعــــاً
والتي سردت قصتها الداعية المباركة / عائشة با جابر ...
القصة التي تحمل بين جنباتها الكثير من المعاني التي لا يفقهها إلا الموفقون {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}
وسأسرد لكم هذه القصة بأسلوبي ( وهي قصة حقيقية ليست من نسج الخيال )
همســــــة
طفلة سودانية تبلغ من العمر 11 عامــاً
تسكن مع أهلها في أحد أحياء مكة المكرمة ـ حفظها الله وحرسها ـ
عاشت هذه الطفلة ـ همسة ـ مع القرآن .. مع كتاب ربها فتعلقت به
وصدق النبي عليه الصلاة والسلام : (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه" (متفق عليه).
كانت تذهب كل يوم لدار التحفيظ لتتعلم كتاب ربها
حتى جاء ذلك اليوم الموعد
الإثنين 28/7/1433 هـ
حيث ذهبت همسة كعادتها لدار التحفيظ ( دار التوبة ) بعد العصر
ولكنها هذه المرة لم تعد للمنزل في الوقت المعتاد على غير عادتها
بحثوا عنها في كل مكان فلم يجدوا لها أثراً
عاش والد ووالدة همسة ساعات عصيبة كما تقول الداعية معبرة عن وصفها
( لو جاءهم خبر وفاتها أهون عليهم من هذا )
مرت تلك الليلة كأثقل ما تكون الليالي على الوالدين وهما ينتظران خبراً عن ابنتهم همسة
حتـى جاء اليوم التالي وقبيل المغرب
عادت ( همسة ) إلى أهلها سالمة غانمة محفوظة بحفظ الله عز وجل
فسردت لأهلها تفاصيل غيابها
حيث أنها بعد خروجها من دار التحفيظ
وجدت طفلاً يبكي وينادي / ماما ماما
فرأفت به وبحاله
فذهبت لتوصله إلى أهله
فأخذ الطفل يركض في الطرقات ويدخلها مرة ذات اليمين ومرة ذات الشمال حتى صعدوا جبلاً
فتاهت الطفلة همسة ولم تعرف طريق بيتهم ولا رقم والديها
حتى أسدل الليل أستاره عليها
مكثت طيلة الليل هناك
فتذكرت أن معها أنيسها كتاب ربها
ففتحت مصحفها وأخذت تقرأ سورة البقرة
ولو تأملنا يا أيها الأحبة دعاء الحزن لوجدنا أن فيه ( أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي )
دعاء الهم والحزن
( اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالكبكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي )
فقد استشعرت هذه الطفلة هذا المعنى العظيم
وبعد مدة مر رجل وهو ليس من هذه البلاد بل معتمر أردني فرأى هذه الطفلة تائهة
فأخذ يسألها عن بيتهم ليوصلها هناك ..
فتأخذ هذه الطفلة تردد اسم ( دار التوبة ) تردد اسم الدار التي تعلمت فيها كتاب الله فقد تعلق قلبها بهذه الدار حتى ما عادت تعرف غيرها ....
فإذا برجلان سعوديان يمران من أمامهم فلما راءهم المعتمر الأردني عاهدهم بالله أن يبحثوا عن دار التوبة التي تذكرها هذه الطفلة
فبحثوا عن هذه الدار حتى وجدوها وأحضروا الطفلة لها فعادت لها الذاكرة وعرفت منزلهم
وعــــــــــــــادت همســــــــة إلى أهلها لم يمسسها سوء
فحفظها الله ـ سبحانه وتعالى ـ لحفظها لكتابه العظيم
فهنيئاً لمن حفظ القرآن
وهنيئاً لمن علــــــم أبناؤه القرآن ليكون نجاة لهم في الشدائد
بقلم
أختكم
زاد المعاد
( أم عمر )
مكة المكرمة
الأربعاء
30 / 7 / 1433 هـ
الســـــ7 م ـــــــاعة
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته