غيـــاب
(1)
ماهي الريَـاض بعدَ غِيابُـكْ ؟
وماهي جِدة بعدَما أزهرت أراضيها بكْ ؟
(2)
عندما غادرتَ منزلنا وأنا أحتضنُ أوراق البَلاغـة .. و أرددُ كثيرًا :
تعريفُ البديع : تحسن الكلام بعد رعاية المطابقة لمقتضى الكلام وتوضيح الدلالة “
بصوتٍ عالي جدًا .. حتى أصبتُ بـ الكُتمان عندما رأيتُ حقيبتك بين يديك ..
ورند تصرخ ” أبي أدفها أبي”
لم تشعر ما أشعرُ به أنا .
(3)
أبي سأبعثُ ماأروي لكَ عندما غادرتنا .. وجعلتني أردد .. “ياربّ احفظ لنا بابا ” على .. رسالتي الجديدة الرماديّة ،
أبي منزلنا يشكو بعضًا من غيابُك ؛ لأنه لم يكن يعلم أنكَ ستغيب كثيرًا ،
الأزهار النامية بجانب سيارتكَ السماويّة ، بكت عندما خرجت وودعتَ “فهودي” بضمتكَ الحانية ،
هممتُ لأقول لكَ “بابا هاك قلبكَ هُنا ” لكن خشيتُ أن تُصاب جدة بالموت السريعْ !
أبي ، أتعلم ماهو الموت لـ جدة ؟للتو علمتُ أن المدن النامية تبكي .. كما أبكي أنا !
علمتُ أن تُصابُ بالإهتراء الذي لا يكفْ ..
(4)
عندما أتتْ الحافلة لكي تحملني إلى الجامعة .. البعيدة المسافاتْ !
دائما ماكنتُ أخرج وأضعُ حقيبتي المُثقلة على سيارتكْ ،
وأتكئ عليها كثيرًا .. ومن ثُمَّ أصبحُ ممتلئةً بالسعادةِ السماويّة ،
لكن صباح الثلاثاء كان مُختلفًا جِدًا .. أعلمُ أنني دخلتُ قاعة الإختبار .. بدمعة و قلمٌ أزرق / قلبٌ عالقٌ بكْ !
وخرجتُ بقلمٍ أزرقٍ خاليّ من الحبرْ .. تلاشى مع قلبي العالق بكْ .. وتبقت الدمعاتْ المُكتظّة بالوجع من غيابُكْ .
(5)
“بتداومين ؟ لا لن أذهب ؟ ، فسيارةُ أبي الممتلئة بالجمال الصامتْ غابتْ !”
ما فائدة فناء المنزل بعد رحيلكْ ؟!
أبي السماء الممطرة تبكي .. كثيرًا ،
وليس كُبكائي .. والأوجاع المشحونة بها ليس كأوجاعي أنا .. !
أنتظرُ أعلام ليلة الجمعة تلوحُ ليّ .. ويصبحُ لنا عيدين :
“عيدُ المسلمين .. وعيدُ عودتكِ إلينا “
تعريف الغيَـاب :” إساءة الكلام بشحنات البُكاء الساخنة بعد رعاية الأجساد الموجعة .. والمُثقلة وكذلك المُهترئة .. وإلقاء أرواحنا على الأرض .
أقسامُها :
1/غيابٌ مشحن بالبُكاء فقط
2/ غيابٌ مشحن بالبكاء والأوجاع المُهلكة !
نتائجها :هلاكٌ إلى حينِ العودة .. وتساقطُ الأجسادة عند باب المنزل تنتظرُ عودتكْ .
إثراء :أجسادنا تئن .. W
وأكواب القهوة الساخنة ليلًا تعلو رغوتها إلى أريكتـك .
وأطفالُكَ يبكون .. وكنّ بخير يامالك الدُنيا بقلبك .
مماراااق لي
باااب السماء