عقيده الاثني عشريه في المهديّ - الموضوع الرابع
استكمالا لموضوع المهدي
باب صفاته وعلاماته ونسبه:
الخبر 1: رواه «مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ» مجهول الحال عن «أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ» الفاسق عن «بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ الْقَصْرِيِّ» مجهول الحال أيضاً، هؤلاء المجاهيل روى بعضهم عن بعض عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (ع) قَالَ: «لَا يَكُونُ الْقَائِمُ إِلَّا إِمَامَ بْنَ إِمَامٍ..».
نقول : حسناً، فأي إمام يقصدون؟ إذا كان المقصود إمام هداية فهم آلاف مؤلفة وإذا كان المقصود الرئيس والحاكم، قلنا إن كل رئيس وحاكم يعتبر نفسه إماماً فالإمام في اللغة يأتي بمعنى الحاكم والممسك بزمام السلطة. فهذا الخبر مثله مثل من يقول إن اللبن أبيض!
الخبر 2 : رواه «الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ» المجهول عن «مُوسَى بْنِ هِلَالٍ الضَّبِّيِّ» عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: «قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ (ع) إِنَّ شِيعَتَكَ بِالْعِرَاقِ كَثِيرٌ ووَاللهِ مَا فِي أَهْلِ الْبَيْتِ مِثْلُكَ كَيْفَ لَا تَخْرُجُ؟ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَطَاءٍ! قَدْ أَمْكَنْتَ الْحِشْوَةَ مِنْ أُذُنَيْكَ واللهِ مَا أَنَا بِصَاحِبِكُمْ! قُلْتُ: فَمَنْ صَاحِبُنَا؟ قَالَ: انْظُرُوا مَنْ تَخْفَى عَلَى النَّاسِ وِلَادَتُهُ فَهُوَ صَاحِبُكُمْ».
قلنا : ولكن الشيعة تدّعي أنها تعرف ولادته وقد أوردوا أخباراً في كتبهم حول ولادته؛ إذن كل تلك الأخبار كاذبة بناء على قول الإمام الباقر (ع) [في هذه الرواية].
الخبر2 : رغم أن هذا الخبر هو الخبر الثالث إلا أن المجلسي سَهى فاعتبره الخبر الثاني! والخبر رواه «أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الرَّازِيِّ» - وهو من الغلاة الذين هم أسوأ من المشركين- عن مجهول يُدعي «مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ المُقْرِي» عن فاسق يدعى «عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ» عن مجهول ثانٍ باسم «بَكَّارِ بْنِ أَحْمَدَ» عن مجهول ثالث باسم «الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ» عن مجهول رابع باسم «سُفْيَانَ الْجَرِيرِيِّ» أنه قال: قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى – وهو ضعيف في رأي المامقاني – يَقُولُ: واللهِ لَا يَكُونُ المَهْدِيُّ أَبَداً إِلَّا مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ (ع).
قلنا إن ابن أبي جعفر المنصور الدوانيقي [الخليفة العباسي] كان اسمه المهدي، مما يظهر أن الراوي أقسم كذباً. وأي حديث هذا الذي يخالف الواقع فلدينا في زمننا هذا مئات آلاف السادة وقراء المراثى اسمهم «المهديّ» مع أنهم ليسوا من أولاد الحسين (ع(لا يخفى ما في استدلال المؤلف هنا من ضعف شديد لأن المقصود بالرواية أن المهدي الحقيقي (صاحب اللقب) سيكون من ذرية الحسين (ع) وليس المقصود كل من اسمه المهدي.)
الخبر 3: بالإسناد ذاته عن مجهول عن مجهول آخر عن مجهول ثالث (حسب قول المامقاني) عن «زيد بن علي» أنه قال: «المُنْتَظَرُ مِنْ وُلْدِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ فِي ذُرِّيَّةِ الحُسَيْنِ».
قلنا : نعم، ولكن «زيد بن علي بن الحسين» كان يعتبر نفسه إماماً وكان يقول: «ليس الإمام منا من جلس في بيته وأرخى عليه ستره وثبط عن الجهاد ولكن الإمام منا من منع حوزته وجاهد في سبيل الله حق جهاده ودفع عن رعيته وذب عن حريمه»،(الكليني، أصول الكافي، كتاب الحجة، باب ما يفصل به بين دعوى.. ح16، ج1/ص357.) ولم يكن يعتقد بإمامة أخيه الإمام الباقر (ع)، فمن المضحك حقاً أن يستدل الشيخ الطوسي والعلامة المجلسيُّ بكلام منسوب إليه على مهديهما الموهوم.
الخبر 4: رواه «الأسدي» - وهو من الغلاة - عن «البرمكي» المغالي أيضاً بل الكذاب والملعون،عن عليٍّ عليه السلام خبراً موضوعاً يقيناً يقول فيه الإمام: «يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَبْيَضُ مُشْ-رَبٌ حُمْرَةً مُبْدَحُ الْبَطْنِ عَرِيضُ الْفَخِذَيْنِ عَظِيمٌ مُشَاشُ المَنْكِبَيْنِ.... الخ».
قلنا : وهذه الأوصاف يمكن أن تنطبق على آلاف الأشخاص. ثم ما هي فائدة هذا النقل وأي أصل للدين أو فرع يثبت به؟ لا شيء بالطبع. وفي هذا الخبر، وبعد أن يذكر أوصاف الخارج وأن يفعل كذا وكذا يقول: «فَإِذَا هَزَّ رَايَتَهُ أَضَاءَ لَهَا مَا بَيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ ووَضَعَ يَدَهُ عَلَى رُءُوسِ الْعِبَادِ فَلَا يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلَّا صَارَ قَلْبُهُ أَشَدَّ مِنْ زُبَرِ الْحَدِيدِ وأَعْطَاهُ اللهُ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلاً ولَا يَبْقَى مَيِّتٌ إِلَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الْفَرْحَةُ فِي قَلْبِهِ وفِي قَبْرِهِ وهُمْ يَتَزَاوَرُونَ فِي قُبُورِهِمْ ويَتَبَاشَرُونَ بِقِيَامِ الْقَائِمِ (ع)!».
الخبر 5 : مهملٌ أكثر من جميع الأخبار التي سبقته لأن رواته المجاهيل جميعاً نقلوا عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: «إِنَّ الْعِلْمَ بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ وسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَنْبُتُ فِي قَلْبِ مَهْدِيِّنَا كَمَا يَنْبُتُ الزَّرْعُ عَنْ أَحْسَنِ نَبَاتِهِ فَمَنْ بَقِيَ مِنْكُمْ حَتَّى يَلْقَاهُ فَلْيَقُلْ حِينَ يَرَاهُ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ بَيْتِ الرَّحْمَةِ والنُّبُوَّةِ ومَعْدِنَ الْعِلْمِ ومَوْضِعَ الرِّسَالَةِ. ورُوِيَ أَنَّ التَّسْلِيمَ عَلَى الْقَائِمِ (ع) أَنْ يُقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا بَقِيَّةَ اللهِ فِي أَرْضِهِ.».
قلنا العلم علمان: إما وهبي عن طريق الوحي أو اكتسابي عن طريق التعلُّم، فيا تُرى أي نوع من العلم هذا الذي يَنْبُتُ فِي قَلْبِ مَهْدِيِّنَا كَمَا يَنْبُتُ الزَّرْعُ؟!! وثانياً: هل كان أصحاب الباقر يتوقعون لقاء المهدي الذي لم يكن قد ولد وبعد؟ وثالثاً: ما معنى «بقية الله»؟ وهل لِ-لَّهِ تعالى أجزاء وبقايا؟؟ لقد نسبوا إلى الإمام كُلَّما هوته أنفسهم، ولما كان معظمهم أميين فلا تعجب من أن يأتوا بمثل هذه الكلمات غير المعقولة.
الخبر 6: تكرارٌ للخبر 13 الذي جاء في الباب السابق، فما هو المقصود من تكرار هذه الأخبار سوى تضييع الوقت!!
الخبر 7: هو الخبر الثاني من هذا الباب ذاته والذي بيَّنَّا أنه لا اعتبار له، حيث ينسب إلى الإمام الباقر أنه بعد قوله: «لَا واللهِ مَا أَنَا بِصَاحِبِكُمْ » قال: «ولَا يُشَارُ إِلَى رَجُلٍ مِنَّا بِالْأَصَابِعِ ويُمَطُّ إِلَيْهِ بِالْحَوَاجِبِ إِلَّا مَاتَ قَتِيلًا أَوْ حَتْفَ أَنْفِهِ...».
قلنا : فهل هذا يُعَدُّ حديثاً؟! لا أدري كيف يكرِّرُ المجلسيُّ مثل هذه الخرافات؟!
الخبر 8: هذا الخبر مخالفٌ لمذهب الشيعة الإمامية الذين يحص-رون «أولي الأمر» بأئمتهم الاثني عشر ويعتبرون كل واحد منهم «صاحب الأمر» ولكن هنا يقول الراوي للإمام الرضا «إِنَّا نَرْجُو أَنْ تَكُونَ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ» فينفي الإمام الرضا ذلك عن نفسه ويقول: «مَا مِنَّا أَحَدٌ اخْتَلَفَ الْكُتُبُ إِلَيْهِ وأُشِيرَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ وسُئِلَ عَنِ الْمَسَائِلِ وحُمِلَتْ إِلَيْهِ الْأَمْوَالُ إِلَّا اغْتِيلَ أَوْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ حَتَّى يَبْعَثَ اللهُ لِهَذَا الْأَمْرِ غُلَاماً مِنَّا خَفِيَّ الْمَوْلِدِ».
قلنا قول الرضا (ع): «إِلَّا اغْتِيلَ أَوْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ» مخالفٌ للمشهور لدى الشيعة الذين يروون أن الأئمة قالوا: «ما منا إلا مسموم أو مقتول» فكيف لم ينتبه المجلسيُّ إلى هذا الأمر وأتى بهذا التناقض؟
الخبر 9 : رواه «عَبْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى» مجهول الحال والمذهب عن مجهول آخر باسم «عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ حُصَيْنٍ الثَّعْلَبِيِّ» عن أبيه المجهول أيضاً قال: «لَقِيتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ (ع) فَقُلْتُ لَهُ :.... مَتَى الْفَرَجُ؟ فَقَالَ: إِنَّ الشَّرِيدَ الطَّرِيدَ الْفَرِيدَ الْوَحِيدَ الْفَرْدَ مِنْ أَهْلِهِ المَوْتُورَ بِوَالِدِهِ المُكَنَّى بِعَمِّهِ هُوَ صَاحِبُ الرَّايَاتِ واسْمُهُ اسْمُ نَبِيٍّ».
قلنا : فلينظر القارئ: هل يفيد هذا الخبر علماً أو يحل لنا مشكلة؟ كلا والله.
الخبر 10 : مجهول عن مجهول عن مجهول آخر روى الخبر السابق المهمل ذاته.
الخبر 11: عدد من المجاهيل روى أحدهم عن الآخر الخبر المهمل رقم 9 عينه.
الخبر 12 : يروي [عن عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاصِلَةَ] أنه قال: «إن مطلوبكم يخرج من مكة.»
قلنا : هذه الرواية لا تفيد شيئاً فكم من الأشخاص خرجوا من مكة؟! فليس في هذه الصفة أي خصوصية أو تميز، لاسيما أن الرواية لم يتبين اسم الخارج ولا وصفه بل تركته مبهماً. فمثلاً محمد بن الإمام جعفر الصادق (ع) خرج من مكة مدعياً الإمامة فقُتل.
الخبر 13 : من رواته «أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ» الخبيث الملعون. ومتنه: «إِذَا تَوَالَتْ ثَلَاثَةُ أَسْمَاءٍ مُحَمَّدٌ وعَلِيٌّ والْحَسَنُ كَانَ رَابِعُهُمُ الْقَائِمَ (ع)».
قلتُ : هل يمكننا قبول خبر مثل ذلك الراوي الذي لعنه الإمام؟
الخبر 14: رواه «مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ المَدِينِي» مجهول الحال عن «دَاوُدَ الرَّقِّيِّ» من الغلاة، أن الإمام الصادق (ع) قال له: «إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ آيَسُ مَا يَكُونُ وأَشَدُّ غَمّاً يُنَادِي مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ بِاسْمِ الْقَائِمِ واسْمِ أَبِيهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا اسْمُهُ قَالَ اسْمُهُ اسْمُ نَبِيٍّ واسْمِ أَبِيهِ اسْمُ وَصِيٍّ».
قلنا ُ : هذه الرواية إضافة إلى إحالتها إلى شخص مجهول، تخالف ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قوله عن المهدي: «اسم أبيه اسم أبي».
الخبر 15 : روى «عَبَّادِ بْنِ يَعْقُوبَ» مجهول الحال أن الإمام الباقر (ع) حدثه بأسلوب الألغاز والأحاجي فقال: «صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ أَصْغَرُنَا سِنّاً وأَخْمَلُنَا شَخْصاً! قُلْتُ: مَتَى يَكُونُ؟؟ قَالَ: إِذَا سَارَتِ الرُّكْبَانُ بِبَيْعَةِ الْغُلَامِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَرْفَعُ كُلُّ ذِي صِيصِيَةٍ لِوَاءً!». وقد علَّق المجلسيُّ على الحديث فقال: «بيانٌ:أصغرنا سنَّاً أي عند الإمامة. قوله: سارت الركبان أي انتشر الخبر في الآفاق بأن بويع الغلام أي القائم (ع). والصيصية: شوكة الديك وقرن البقر والضباء والحصن وكل ما امتنع به وهنا كناية عن القوة والصولة».
يعني أنه فكّ اللغز الذي ذكره الإمام، فإذا تساءلنا فما الفائدة من التحديث بذلك الشكل الملغز؟ ربما أجابوا: وماذا يخصك أنتَ من هذا؟!
الخبر 16: رواه عدة من مجهولي الحال ومتنه: «يَقُومُ الْقَائِمُ ولَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ لِأَحَدٍ».
قلنا أكثر الناس تنطبق عليهم هذه الصفة فما هو التميُّز إذن؟! ومثله الخبر التالي رقم17.
الخبر 18 : سأل: «شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ» - المجهول الذي لم يكن مؤمناً بإمام - الإمام الصادق «أَنْتَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ؟ فقال: لَا! قُلْتُ فَوَلَدُ وَلَدِكَ؟ قَالَ: لَا! قُلْتُ: فَوَلَدُ وَلَدِ وَلَدِكَ؟ قَالَ: لَا!. قُلْتُ: فَمَنْ هُوَ؟ قَالَ: الَّذِي يَمْلَأُهَا عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً لَعَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ يَأْتِي كَمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بُعِثَ عَلَى فَتْرَة».
قلنا فهل يجرؤ أحدنا أن يسأل: نحن منذ أكثر من ألف عام في فترة من الأئمة فأين الإمام الموعود ولماذا لم يأتِ إلى الآن؟
الخبر 19 : رواه «عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى» عَنْ «بَعْضِ رِجَالِهِ» (من هم هؤلاء الرجال؟ وما حالهم وصفتهم؟ لا أحد يدري) عَنْ «إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ ظُهَيْرٍ» مجهول الحال عن مجهول آخر يدعى «إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ». فبالله عليكم هل هذا يُعَدُّ سنداً؟؟
وأما متنه ففيه: «نَظَرَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ إِلَى الْحُسَيْنِ (ع)
فَقَالَ إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ كَمَا سَمَّاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم سَيِّداً وسَيُخْرِجُ اللهُ مِنْ صُلْبِهِ رَجُلًا بِاسْمِ نَبِيِّكُمْ يُشْبِهُهُ فِي الْخَلْقِ والْخُلُقِ يَخْرُجُ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنَ النَّاسِ وإِمَاتَةٍ لِلْحَقِّ وإِظْهَارٍ لِلْجَوْرِ واللهِ لَو لَمْ يَخْرُجْ لَضُرِبَتْ عُنُقُهُ... الحديث».
قلنا : ما معنى لَو لَمْ يَخْرُجْ لَضُ-رِبَتْ عُنُقُهُ؟ ولماذا تض-رب عنقه؟ ومن الذي سيضرب عنقه؟ ولماذا أقسم الإمام على ذلك؟ أسئلة لعل إجابتها في بطن الراوي الوضَّاع.
الخبر 20 : شخص مجهول باسم «أحمد بن هوذة» يروي أن شخصاً يُدْعى «حمران» قال للإمام الباقر: «سَأَلْتُكَ بِقَرَابَتِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ أَنْتَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ والْقَائِمُ بِهِ؟؟ قَالَ: لَا. قُلْتُ: فَمَنْ هُوَ بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي؟ فَقَالَ: ذَاكَ المُشْرَبُ حُمْرَةً الْغَائِرُ الْعَيْنَيْنِ الْمُشَرَّفُ الْحَاجِبَيْنِ عَرِيضٌ مَا بَيْنَ المَنْكِبَيْنِ... الحديث».
قلت : فينبغي أن نقول للمجلسيِّ وغيره مِ-مَّن روى هذا الخبر:
أولاً هذا الخبر مناقض لعقيدتكم حيث تعتبرون كل واحد من الأئمة الاثني عش-ر ولي الأمر وصاحب الأمر.
وثانياً:الصفات المذكورة فيه للمهدي يوجد نظيرها لدى كثير من الناس فيا ترى هل كل من توفرت فيه هذه الأوصاف يكون صاحب الأمر؟!!
الخبر 21: كسابقه يرويه مجهول عن مجهول آخر ومتنه مبهمٌ لا فائدة فيه.
الخبر 22 : يرويه مجهولٌ باسم «الحسين بن أيوب» عن مجهول آخر حتى يصل السند «عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (ع) أَوْ أَبُو عَبْدِ اللهِ (ع) الشَّكُّ مِنِ ابْنِ عِصَامٍ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! بِالْقَائِمِ عَلَامَتَانِ شَامَةٌ فِي رَأْسِهِ ودَاءُ الْحَزَازِ بِرَأْسِهِ وشَامَةٌ بَيْنَ كَتِفَيْهِ مِنْ جَانِبِهِ الْأَيْسَرِ تَحْتَ كَتِفَيْهِ وَرَقَةٌ مِثْلُ وَرَقَةِ الْآسِ ابْنُ سِتَّةٍ وابْنُ خِيَرَةِ الْإِمَاءِ».
ثم قال المجلسيُّ في شرحه: «بيانٌ: لعلَّ المعنى ابن ستة أعوام عند الإمامة أو ابن ستة بحسب الأسماء فإن أسماء آبائه (ع) محمد وعلي وحسين وجعفر وموسى وحسن ولم يحصل ذلك في أحد من الأئمة (ع) قبله». ثم أضاف يقول:
«مع أن بعض رواة تلك الأخبار من الواقفية ولا تقبل رواياتهم فيما يوافق مذهبهم».
ولا ينقضي العجب من المجلسيُّ الذي يروي هذه الأخبار عن الواقفة أي عمَّن لا يؤمنون بإحدى عشر إمام فضلاً عن إيمانهم بالإمام [الثاني عشر] القائم الغائب، ليثبت به الإمام الثاني عشر!.
الخبر 23: يرويه «مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ قَيْسٍ» مجهول الحال الذي لا نعلم شيئاً عن شغله وديانته، ومجهول آخر مثله باسم «أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ» ومجهول ثالثٌ أيضاً باسم «مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَوَانِيِّ» الثلاثة بسندهم عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: «إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ فِيهِ شَبَهٌ مِنْ يُوسُفَ مِنْ أَمَةٍ سَوْدَاءَ يَصْلُحُ اللهُ لَهُ أَمْرَهُ فِي لَيْلَةٍ».
قلت: ليت شعري! هل كان فاسداً حتى يصلحه الله في ليلة؟! فانظروا كيف يريد عدد من الناس أن يفتحوا للناس بمثل هذه المبهمات والكلمات المجملة أبواب الفتن ليقوم في كل فترة رجل باسم القائم فيضرب الناس بعضهم ببعض!
الخبر 24 : رواه مجهول باسم «عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللهِ» عن مجهول آخر باسم «أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ» عن مجهول ثالث باسم «أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الْحِمْيَرِيِّ» عن مجهول رابع باسم «الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ» أنه قال للإمام الباقر «قَوْلُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (ع) بِأَبِي ابْنُ خِيَرَةِ الْإِمَاءِ أَهِيَ فَاطِمَةُ؟! قَالَ فَاطِمَةُ خَيْرُ الْحَرَائِرِ قَالَ المبدح [المُدَبِّحُ] بَطْنُهُ المُشْرَبُ حُمْرَةً رَحِمَ اللهُ فُلَاناً».
قلت: هذا الكلام لا يشبه كلام أمير المؤمنين فهو ليس من كلامه قطعاً. ثم إنه لا يوجد مسلم لا يعلم أن فاطمة بنت محمد (عليها السلام) كانت حرة ولم تكن أمة، اللهم إذا كان في غاية الحماقة. ثم إنه لا ينبغي للإنسان أي يفدي نفسه إلا لِ-لَّهِ، فانظروا هل تفيدنا هذه الرواية شيئاً؟!
الخبر 25: رواها القاسم بن محمد مجهول الحال عن مجهول آخر باسم أبي الصباح أنه قال: دخلت على الإمام الصادق (ع) فقال: «مَا وَرَاءَكَ؟ فَقُلْتُ سُرُورٌ مِنْ عَمِّكَ زَيْدٍ خَرَجَ يَزْعُمُ أَنَّهُ ابْنُ سِتَّةٍ وأَنَّهُ قَائِمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وأَنَّهُ ابْنُ خِيَرَةِ الْإِمَاءِ فَقَالَ كَذَبَ لَيْسَ هُوَ كَمَا قَالَ إِنْ خَرَجَ قُتِلَ».
قلتُ : انظروا إلى أي حدٍّ كان أولئك الرواة يسيئون الكلام والظن بحق رجلٍ مجاهد جليل القدر كالإمام زيد بن علي بن الحسين (ع) وينسبون إليه قوله: «أنا ابْنُ سِتَّةٍ» أي حفيد ستة آباء وأجداد من الأئمة الذين سبقوه [مع أن آباءه من الأئمة ثلاثة وليسوا ستة وهم أبوه علي بن الحسين (زين العابدين) ثم جده الحسين بن علي ثم أبو جده علي بن أبي طالب فمن أين جاء عدد الستة؟].
وقد أراد المجلس-ي أن يحل هذا الإشكال فزاده تعقيداً حيث قال:
« بيانٌ: لعل زيداً أدخل الحسن (ع) في عداد الآباء مجازاً فإن العم قد يُسمَّى أباً، فمع فاطمة (ع) ستة من المعصومين»
هذا مع أن مفهوم العصمة من الأمور التي وضعتها الشيعة لاحقاً ولم يكن أي إمام يعتبر آباءه معصومين أو ينسب نفسه إلى أنه ابن عدد من المعصومين. وثانياً: ما علاقة هذه الرواية بالمهدي ابن الحسن العسكري؟ وليت شعري! هل كان المجلسي- يريد أن يكبِّر حجم كتابه حتى أتى بمثل هذه الروايات التي لا ربط لها بموضوع الباب!.
الخبر 26: رواه مجهول باسم عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عن مجهول آخر باسم مُحَمَّدٍ أو أَحْمَدَ ابْنَا الْحَسَنِ عن أبيه الذي هو مجهول الحال أيضاً عن مجهول آخر باسم ثَعْلَبَةَ بْنِ مِهْرَانَ عن مجهول آخر باسم يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ. هذا سند الرواية أما متنها فليس في صالح مخترعي الإمام ومسببي الفتن حيث يقول الراوي يزيد «خَرَجْتُ مِنَ الْكُوفَةِ فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ (ع) فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَسَأَلَنِي هَلْ صَاحَبَكَ أَحَدٌ فَقُلْتُ نَعَمْ صَحِبَنِي رَجُلٌ مِنَ المُعْتَزِلَةِ قَالَ فِيمَا كَانَ يَقُولُ قُلْتُ كَانَ يَزْعُمُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ يُرْجَى هُوَ الْقَائِمُ والدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ اسْمَهُ اسْمُ النَّبِيِّ واسْمَ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي النَّبِيِّ. فَقُلْتُ لَهُ فِي الْجَوَابِ: إِنْ كُنْتَ تَأْخُذُ بِالْأَسْمَاءِ فَهُوَ ذَا فِي وُلْدِ الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيٍّ. فَقَالَ لِي: إِنَّ هَذَا ابْنُ أَمَةٍ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيٍّ وهَذَا ابْنُ مَهِيرَةٍ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ فَقَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ (ع) فَمَا رَدَدْتَ عَلَيْهِ قُلْتُ مَا كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ أَرُدُّ عَلَيْهِ فَقَالَ لَوْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ ابْنُ سِتَّةٍ يَعْنِي الْقَائِمَ (ع)».
قلت: لاحظوا كيف أن أخبار المهديهذه أصبحت سبباً للفتنة في كل عصر، وقد نقلوا أخباراً صادقة أو كاذبة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - بما في ذلك عدد من محدثي الإمامية – أن اسم المهدي محمد واسم أبيه عبد الله أي أن اسمه «محمد بن عبد الله».
وكانت هذه الأخبار حجَّةً للنفس الزكية من أحفاد الإمام الحسن المجتبى (ع) الذي كان اسمه «محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب» فثار في المدينة ضد سلطان وقته أبي جعفر المنصور الدوانيقي، وبايعه المئات بل آلاف الناس بما في ذلك أولاد الإمام جعفر الصادق (ع)،
فأدت ثورته لمقتل المئات ومقتله هو أيضاً، وكم من الأموال سلبت وكم من الأنفس أزهقت، ولم تحصل أي فائدة من تلك الثورة سوى الفتنة واشتداد الفساد. ثم إن المجلسي وغيره من مشايخ الإمامية يروون رواية تنصُّ على أن اسم المهدي هو محمد بن عبد الله - كما يرويه أهل السنة - هذا في حين أن الإمامية تنتظر قيام شخص آخر! [باسم محمد بن الحسن].
الخبر 27: رواه مجهول باسم علي بن أحمد عن مجهول آخر باسم عبد الله بن موسى عن كذاب عن ملعون يدعى أبي الجارود أنه قال: «عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (ع) أَنَّهُ سَمِعْتُهُ يَقُولُ الْأَمْرُ فِي أَصْغَرِنَا سِنّاً وأَخْمَلِنَا ذِكْراً».
قلت: أي فائدةٍ نفيدها من هذا الإجمال، والحال أن آلاف الأشخاص يمكن أن تنطبق عليهم هذه الصفات؟! وما فائدة هذه الأخبار سوى فتح باب الفتن؟!
الخبر 28: رواه مجهول باسم «أَحْمَدَ بْنِ مَابُنْدَادَ» عن مجهول الحال آخر باسم «أَحْمَدَ بْنِ هُلَيْلٍ» عن مجهول ثالث! فهل هذا سندٌ؟؟.
والواقع إن أكثر الروايات التي تتحدث عن المهدي في تلك المجلدات الثلاثة التي أشرنا إليها من بحار الأنوار يرويها رواةٌ مجهولو الحال. أما متن الرواية ففيه قول أبي بصير الراوي:
«قُلْتُ لِأَحَدِهِمَا لِأَبِي عَبْدِ اللهِ أَوْ لِأَبِي جَعْفَرٍ (ع) أَيَكُونُ أَنْ يُفْضَى هَذَا الْأَمْرُ إِلَى مَنْ لَمْ يَبْلُغْ؟ قَالَ سَيَكُونُ ذَلِكَ. قُلْتُ: فَمَا يَصْنَعُ؟ قَالَ: يُوَرِّثُهُ عِلْماً وكُتُباً ولَا يَكِلُهُ إِلَى نَفْسِهِ!».
قلتُ: ما علاقة ذلك بإثبات مهدية إمام معين، وهل يتوقع أولئك الرواة أن يستطيع كل غير بالغ أن يثور باسم المهدي؟
الخبر 29: يرويه عدد من المجاهيل عن بعضهم بعضاً عن كذاب ملعون، ومتنه كمتن الحديث رقم 27.
الخبر 30: رواه مجهول باسم «أَحْمَدَ بْنِ مَابُنْدَادَ» عن مهمل باسم «أَحْمَدَ بْنِ هُلَيْلٍ» عن مجهول آخر باسم «إِسْحَاقَ بْنِ صَبَّاحٍ» عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا (ع) أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ هَذَا سَيُفْضَى إِلَى مَنْ يَكُونُ لَهُ الْحَمْلُ.». قلت: علامة الوضع في المتن واضحة فهذا الكلام لا يناسب كلام الإمام الرضا (ع).
الخبر 31: يرويه صاحب «كشف الغمة» مرفوعاً إلى الإمام الرضا (ع) أنه قال: «الْخَلَفُ الصَّالِحُ مِنْ وُلْدِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وهُوَ صَاحِبُ الزَّمَانِ وهُوَ المَهْدِيُّ».
قلتُ: في متن الحديث عدّة إشكالات منها:
1) أنه مرفوع [دون ذكر الوسائط].
2) ما معنى تخصيصه ذلك الولد بعبارة «الْخَلَفُ الصَّالِحُ»؟ مع أن كل من سبقه أيضا كانوا خلفاً صالحين؟! هل يريد القول إنه كان وحده خلفاً صالحاً والبقية كانوا خلفاً طالحين؟!
3) قوله الخلف الصالح «مِنْ وُلْدِ»أبي محمد الحسن بن علي فذكر الوُلْد بصيغة الجمع مع أن من المتفق عليه أن الإمام العسكري لم يكن له عدة أولاد، بل لم يُذكر عنه إلا ولد واحد فقط وهو مختلف فيه أيضاً [إذْ يرى كثيرون أنه لم يخلِّف أصلاً].
الخبر 32 :في سنده «المُ-نَخَّلِ» وهو شخصٌ مهمل ومجهول.
الخبر 33:
ينقل عن كتاب «الفصول المهمة» (اسم الكتاب الكامل: «الفصول المهمة في معرفة الأئمة» تأليف علي بن محمد بن أحمد المالكي المكي المعروف ب- «ابن الصبَّاغ المالكي» المتوفى سنة 855 ه-.)
قوله: «صِفَتُهُ (ع) شَابٌّ مَرْبُوعُ الْقَامَةِ حَسَنُ الْوَجْهِ والشَّعْرُ يَسِيلُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ أَقْنَى الْأَنْفِ أَجْلَى الْجَبْهَةِ قِيلَ إِنَّهُ غَابَ فِي السِّرْدَابِ والْحَرَسُ عَلَيْهِ وكَانَ ذَلِكَ سَنَةَ سِتٍّ وسَبْعِينَ ومِائَتَيْنِ».
قلنا
هذا الحديث يعطينا صفات يمكن أن تنطبق على كثيرين.
وثانياً: من أعطى صاحب «الفصول المهمة» الحق بتعيين مهديٍّ للأمة؟!
وثالثاً: هذا الخبر يناقض تلك الأخبار التي تقول إن المهدي غاب منذ ولادته.
فيبدو أن أولئك المؤلفين ما كانوا يعبئون كثيراً بالتناقضات والتعارضات فيما يروونه. فروايةٌ تقول إنه غاب في السرداب سنة 255 ه- وأخرى تقول إنه غاب سنة 260 ه-!
وكان غيابه منذ لحظة ولادته ، في حين تقول هذه الرواية إنه غاب سنة 276 ه-! وأنه لما أرادوا أن يصلوا صلاة الجنازة على جثمان أبيه الحسن العسكري (ع) ظهر المهدي ثم غاب من جديد!.
باب الآيات التي ئولتها الشيعه بقيام القائم:
الشيعه يقدمون المدلول على الدليل بمعنى أنهم يؤمنون بعقائدهم التي ورثوها عن الآباء والأجداد تقليداً (المدلول)، ثم يبحثون لها عما يثبتها من القرآن (الدليل)، مع أن الصحيح هو أن يأتوا للقرآن (الدليل) بأذهان صافية مجردة من العقائد السابقة ويتَّبعوا ما يرشدهم إليه
والحق انه لا توجد في القرآن الكريم حتى آية واحدة تشير بصراحة إلى وجود المهدي المنتظر وقيامه آخر الزمن، لكن المفسرين استخرجوا بقوة التأويل المتعسِّف آياتٍ زعموا أنها تشير إلى المهدي،مع أنها لا تفيد ذلك.
والتأويل للقران خاصٌّ بالله وحده كما قال تعالى
﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ﴾ (آل عمران/7).
وعلى كل حال هناك في القرآن الكريم آياتٌ تُبْطِلُ صراحةً أو كنايةً فكرة الإمام الثائر الذي يريد أن يصنع التغيير بالإكراه وقوة السلاح، وسنذكر هنا الآيات التي يتمسّك بها القائلون بالإمام المهدي المنتظر ويطبّقونها عليه، ونبين عدم دلالتها على ما يذهبون إليه.
وهنا يجب ان نذكر بكلام سيدنا علي عن كتاب الله حيث قال عنهكما ورد في نهج البلاغة، الخطبة (133).
وَكِتَابُ اللَّهِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، نَاطِقٌ لا يَعْيَا لِسَانُهُ، وَبَيْتٌ لا تُهْدَمُ أَرْكَانُهُ، وَعِزٌّ لا تُهْزَمُ أَعْوَانُهُ»
وقال تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ، وَتَفَقَّهُوا فِيهِ فَإِنَّهُ رَبِيعُ الْقُلُوبِ، وَاسْتَشْفُوا بِنُورِهِ فَإِنَّهُ شِفَاءُالصُّدُورِ، وَأَحْسِنُوا تِلاوَتَهُ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ الْقَصَصِ.
والسؤال الي الشيعه الذين يزعمون اتباعهم لال البيت وانهم شيعه سيدنا علي
· هل حرص المراجع والمعممين الشيعه الي حفظ القران وتفسيره في حوزاتهم العلميه؟؟؟
· لماذا هجر الشيعه بيوت الله واوجدوا الحسينيات ؟؟؟وهل الحسينيات لدراسه القرءان ام للشتم والتكفير وتعليم الشبهات والاكاذيب !!!!!!!!!!!!!!!!!
وقد قسَّم الإمامُ عليّ عليه السلام العبادَ في كلامه إلى فئتين، كما اورده كتاب نهجالبلاغة، خطبة (87) .فئة قامعة لهواها، تابعة لكلام ربِّها تَحِلُّ حيث حلَّ القُرْآنُ، فالقُرْآنُ إمامُها وقائِدُها.فقال في وصفِ رجلٍ من الفئة الأولى:-
«قَدْ أَلْزَمَ نَفْسَهُ الْعَدْلَ، فَكَانَ أَوَّلَ عَدْلِهِ نَفْيُ الْهَوَى عَنْ نَفْسِهِ، يَصِفُ الْحَقَّ ويَعْمَلُ بِهِ، لا يَدَعُ لِلْخَيْرِ غَايَةً إِلا أَمَّهَا ولا مَظِنَّةً إِلا قَصَدَهَا قَدْ أَمْكَنَ الْكِتَابَ مِنْ زِمَامِهِ فَهُوَ قَائِدُهُ وَإِمَامُهُ يَحُلُّ حَيْثُ حَلَّ ثَقَلُهُ ويَنْزِلُ حَيْثُ كَانَ مَنْزِلُهُ»
وأُخْرَى من أهل الزيغِ والهوى، وتحميلِ الرَّأيِ على القُرْآن، كأنَّهُم أئمَّة الكتابِ وليس الكتابُ إمامهم! ثم وصف عليه السلام الفئة الثانية فقال:
«وَ آخَرُ قَدْ تَسَمَّى عَالِماً ولَيْسَ بِهِ، فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِنْ جُهَّالٍ وَأَضَالِيلَ مِنْ ضُلالٍ وَنَصَبَ لِلنَّاسِ أَشْرَاكاً مِنْ حَبَائِلِ غُرُورٍ وَقَوْلِ زُورٍ قَدْ حَمَلَ الْكِتَابَ عَلَى آرَائِهِ وَعَطَفَ الْحَقَّ عَلَى أَهْوَائِهِ
الايات التي تؤولها الشيعه لاثبات معتقدهم في المهدي
الآية الأولى:
﴿وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ (هود/
.
قال «عليُّ بن إبراهيم القُمِّيّ»([1])في تفسيره (المعروف بتفسير القميّ):
«ولَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ
قَالَ: إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا إِلَى خُرُوجِ الْقَائِمِ (ع).
وروى عَنْ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ فِي قَوْلِهِ ﴿ولَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ﴾
قَالَ: «الْأُمَّةُ المَعْدُودَةُ: أَصْحَابُ الْقَائِمِ الثَّلَاثُمِائَةِ والْبِضْعَةَ عَشَرَ.».
والصحيح : إن «الأمَّة» هنا معناها الفترة الزمنية، وليست بمعنى الجماعة من الناس أو الأصحاب.
وعلى كل حال نقول:أولاً:
سورة هود نزلت في مكة في الوقت الذي كان غالب أهلها من المشركين الذين لم يؤمنوا برسالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضلاً عن أن يؤمنوا بالإمامة فما بالك بأن يؤمنوا بالإمام الثاني عشر وثورته! في ذلك الوقت لم يكن هناك أساساً أي كلام عن مثل هذه الموضوعات حتى ينكرها أحد، ومن السخرية بمكان تهديد المشركين بعذاب سيحل بعد آلاف السنين عند ظهور القائم المنتظر وثورته.
ثانياً:تبيِّن الآيةُ التي تسبق الآية المذكورة أنها تتعلق بعذاب يوم القيامة أي العذاب بعد الموت حيث يقول تعالى:﴿وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ المَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ (هود/7).
إذن الآية الثامنة من سورة هود أيضاً تواصل الحديث عن عذاب يوم القيامة. وحتى «علي بن إبراهيم» ذاته أقرّ هناك بأن «أمة معدودة» تعني الوقت المعين وليس أشخاصاً معينين.
ثالثاً:إن «علي بن إبراهيم» من القائلين بتحريف القرآن ومثل هذا الشخص مشكوك في إسلامه فضلاً عن الثقة بأقواله فما بالك باعتماد تأويلاته! هذا إضافة إلى أن تأويل الآيات خاصٌّ بالله تعالى ولا يجوز أن يقوم به غيره. فانظر أيها القارئ المحترم كيف يلعبون بمعاني آيات القرآن؟!
الآية الثانية:
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ....﴾ (إبراهيم/5).
قال «عَلِيُّ بن إبراهيم» في تفسيره: «أَيَّامُ اللهِ ثَلَاثَةٌ يَوْمُ الْقَائِمِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ويَوْمُ الْمَوْتِ ويَوْمُ الْقِيَامَةِ».
والسؤال : وهل كان أصحاب حضرة موسى (ع) مؤمنين بقيام القائم؟!
وعلى كل حال نقول في الإجابة:
أولاً:هذه سورة مكية ولم يكن في الفترة المكية أي كلام عن قيام المهدي الموعود حتى تنزل آية بهذا الخصوص.
ثانياً:لقد بيَّن القرآن الكريم ماهية أيام الله -أي الأيام العظيمة- زمن موسى، فلا حاجة لعَلِيِّ بن إبراهيم أن يبينها. لاحظوا الآيات التي جاءت بعد تلك الآية في السورة ذاتها وفي سورة البقرة حيث يقول عز وجل:
﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ ﴾ (البقرة/49)
و﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ﴾ (البقرة/49)
و﴿إِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى﴾ (البقرة/51)
و﴿إِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ﴾ (البقرة/53).
فهذه الآيات هي أيام الله التي ذكّر موسى بها قومه وكلُّها مبينة في القرآن الكريم. إلا أن «عَلِيَّ بنَ إبراهيم» محدود العلم وسطحي المعرفة لم يكن قادراً على الانتباه إلى ذلك وأخذ يلعب بآيات القرآن ويؤوِّلها حسب هواه. وفي الواقع لم يكن «عليُّ بنُ إبراهيم» ذلك الشخص الذي يستأهل أن يُستدل بكلامه.
الآية الثالثة:
﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا﴾(الإسراء/4 -
.
يروي «عَلِيُّ بن إبراهيم» مفسِّراً الآيات حسب هواه فيقول:
«وقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ أَيْ: أَعْلَمْنَاهُمْ. ثُمَّ انْقَطَعَتْ مُخَاطَبَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وخَاطَبَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ:
﴿لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ﴾يَعْنِي: فلانا فلانا [أي الشيخين] وأَصْحَابَهُمَا ونَقْضَهُمُ الْعَهْدَ.
و﴿لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً﴾
يَعْنِي: مَا ادَّعَوْهُ مِنَ الْخِلَافَةِ. فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما
يَعْنِي: يَوْمَ الْجَمَلِ. بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ يَعْنِي: أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وأَصْحَابَهُ.
﴿فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ﴾ أَيْ: طَلَبُوكُمْ وقَتَلُوكُمْ.
﴿وكانَ وَعْداً مَفْعُولًا﴾ يَعْنِي: يَتِمُّ ويَكُونُ.
﴿ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ﴾ يَعْنِي: لِبَنِي أُمَيَّةَ عَلَى آلِ مُحَمَّدٍ.
﴿وأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وبَنِينَ وجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً﴾ مِنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (ع) وأَصْحَابِهِ وسَبَوْا نِسَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ. ﴿إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وإِن أَسَأْتُمْ فَلَها فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ﴾ يَعْنِي: الْقَائِمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وأَصْحَابَهُ.....» إلى آخر هذه الترَّهات والأباطيل.
والحقيقه
أولاً:سورة الإسراء مكية ولم يكن في مكة حينئذ أي حديث عن خلافة الشيخين ومعركة الجمل ولا كان لأحد خبرٌ عن القائم سلباً ولا إيجاباً حتى تنزل آيات بشأنه.
ثانياً:كان المخاطب في هذه الآيات اليهودَ وبني إسرائيل ولا علاقة لأمة محمد في ذلك وكلام الله ليس كلاماً متقطعاً غير مترابط.
فالآيات تبتدئ بقوله تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ (الإسراء/4).
فكيف يبتدئ الله كلامه بهذا ثم يقطع سلسلة الكلام فجأة ويقفز إلى خطاب الأمة المحمدية.
حقاً إن المرء ليحتار من صنيع هؤلاء المؤولين والمحرِّفين لمعاني القرآن كيف يلوون عنق الآيات ليلصقوها بالقوة بقيام القائم.
ولا أعتقد أن أمة لعبت بكتابها السماوي كما يفعل هؤلاء. ولا ينقضي العجب أيضاً من محاولة المجلسي إيجاد محمل مقبول لكلام «علي بن إبراهيم» هذا.