موقف المؤمن من الفتنة
« وَفِي حَدِيثٍ عَنْ اِبْنِ مَسْعُودٍ: وَذَكَرَ اَلْفِتْنَةَ قَالَ: اِلْزَمْ بَيْتَكَ قِيلَ
: فَإِنْ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي؟
قَالَ: فَكُنْ مِثْلَ اَلْجَمَلِ
اَلْأَوْرَقِ اَلتُّفَال, اَلَّذِي لَا يَنْبَعِثُ إِلَّا كَرْهًا »1 .
قال: تكون مثل الجمل الأورق التفال. التفال بالتاء؟ المصوبة بالثاء
ثفال. نعم
. « قَالَ: فَكُنْ مِثْلَ اَلْجَمَلِ اَلْأَوْرَقِ اَلتُّفَال, اَلَّذِي لَا يَنْبَعِثُ إِلَّا كَرْهًا,
وَلَا يَمْشِي إِلَّا كَرْهًا »1 رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ.
وهذا فيه نفس المعنى المتقدم في هذا الحديث أنه إذا وقعت وحصلت الفتنة؛
فليلزم الإنسان بيته، ويكون مثل
الجمل الذي لا يستطيع النهوض؛ مثل الجمل التفال الذي لا يقوم إلا كرها.
إذا أريد منه أن يثور ما يثور إلا
بالكره مثل الجمل الثفال؛ يسمونه الجمل الثاوي الهزال. الجمل
إذا كان هزيلا لا يثور إلا بالخشب,
والرجال الذين ينهضونه من نحره وبذيله ينهضون -يعني- الزم بيتك،
وكن مثل هذا الجمل لا يتحرك ولا
ينهض إلا كرها.
كل هذه الأحاديث متطابقة الدلالة على وجوب الصبر
والكف عن المشاركة في الفتنة. نعم.