السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل استيقظت يوما فى البكور
وتطلعت إلى قطر الندى وهو ينزل رقراقا على زهرة يانعة
يهزها نسيم الصباح الباكر البارد المنعش الجميل
ما احوجنى وما احوجك اختى إلى قطرة الندى هذه التى تنزل على قلبك فى ربيع العمر فتنعشه من جديد
هى دمعة ندم
لكنها مفتاح أمل
ولا حياة بدون الأمل
فالأمل فى عفو الله تعالى كبييييييييييييييييييييييير
فدمعة الندم على قلبك كقطرة الندى على الزهرة
وعن ابن مسعود رضى الله أن رسول الله قال :" الندم توبة "
الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له
فما أحوجنا إلى دمعة فى جوف الليل ليغفر الله لنا الذنوب
وكما جاء فى كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال عن أبى هريرة قال قال رسول الله والذي نفسي بيده لو أنكم لا تذنبون فتستغفرون الله فيغفر لكم لذهب بكم ثم جاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم، ولو أنكم تخطئون حتى تبلغ خطاياكم السماء، ثم تتوبون لتاب الله عليكم.
فليست المشكلة فى العصيان - رغم أنه مشكلة فى ذاته - إنما المشكلة فى التمادى فى الذنب وعدم التوبة فنحن بشر وكل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابون
أتعرف معنى أننا بشر
بشر = نقيصة = عجز = ضعف
فاللهم ارحم ضعفنا واجبر كسرنا
ومن الأحاديث العظيمة فى هذا الباب والتى تفتح بابا عظيما للرجاء فى الله تعالى قول الرسول الكريم :
"ما من عبد مؤمن إلا و له ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة ، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا ، إن المؤمن خلق مفتنا توابا نسَّاء ، إذا ذُكّر ذكر "
يا الله
(( ما من عبد )) بم وصفه الرسول الكريم ؟؟
هل قال ما من عبد عاص؟؟
هل قال ما من عبد منافق؟؟
بل قال
ما من عبد مؤمن
اللهم أصلح الإيمان فى قلوبنا
والله إن هذا الحديث وحده كاف ليكون معجزة من معجزات النبوة
ودليلا قاطعا على صدق بعثة النبي
وفي المستدرك أنّ النّبيّ جاءه رجل فقال:
( يا رسول الله أحدنا يذنب ، قال : يُكتب عليه ، قال : ثمّ يستغفر منه ، قال : يُغفر له ويُتاب عليه ، قال : فيعود فيذنب ، قال : يُكتب عليه ، قال : ثمّ يستغفر منه ويتوب ، قال : يُغفر له ويُتاب عليه ،ولا يملّ الله حتّى تملّوا ).
فكثرة التّوبة تزيل أثر الذّنب في الدّنيا والآخرة ، وهو ارتباط وثيق بين الله تعالى وبين العبد امتدح الله به نبيّ الله إبراهيم فقال :
نعم العبد إنّه أوّاب .
فليس من شرط الولاية السّلامة من الذّنوب ، ولكن عدم الإصرار عليها والتّوبة منها ،
وسارعوا إلى مغفرة من ربّكم وجنّة عرضها السّماوات والأرض أُعدّت للمتّقين الّذين ينفقون في السّرّاء والضّرّاء والكاظمين الغيظ والعافين عن النّاس والله يحبّ المحسنين والّذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذّنوب إلاّ الله ولم يصرّوا على ما فعلوا وهم يعلمون ،
ولا يوجد أوضح من هذه الآية على أنّ الرّجل قد يكون من المتّقين بل والمحسنين ومع ذلك فقد يقع منه الذّنب بل الفاحشة ولا يمنع ذلك من بلوغه مرتبة المتّقين أهل الجنّة ،
بشرط
أنّه إذا فعل الفاحشة تذكّر وأقلع وتاب ، فهو إذاً لا يصرّ على المعصية مع أنّه قد يقع فيها المرّة بعد المرّة لكنّه يتوب منها أيضاً كلّ ما وقع فيها .
فلا تحرم نفسك الخير
وهيا نبكى الذنوب صغيرها وكبيرها
وقل الحمد لله أن الذى يغفر الذنوب هو الله
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ