ما عبدناه حق عبادته
ما عبدناه حق عبادته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( التوكل بحق ))
قال تعالى : {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطلاق: 3] والمعنى: أن من توكل على ربه ومولاه في أمر دينه ودنياه، بأن يعتمد على الله في جلب ما ينفعه ودفع ما يضره، وفعل ما أمر به من الأسباب، مع كمال الثقة بتسهيل ذلك، وتيسيره {فَهُوَ حَسْبُهُ} أي: كافيه الأمر الذي توكل عليه به
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا
الراوي: - المحدث: ابن العربي - المصدر: أحكام القرآن - الصفحة أو الرقم: 2/471
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وقد جاء الأمر بالتوكل للمؤمنين عامة على ألسنة الرسل السابقين، كما في قوله تعالى في رد الرسل على أقوامهم: (قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِين ) (إبراهيم: 11).
الله ما أجمل أن نتوكل على الله ترتاح نفسك تشعر بصدق بحلاوة التوكل بحق
ولكن يجب علينا أن نأخذ بالأسباب ونتوكل عليه سبحانه وأهم شئ بالتوكل على الله أن تكون الثقة بالله
بأنني عندما أتوكل على الله وأخذ بالأسباب المعينة على ذلك مثل أنني حفظت الدرس ودعوت الله فعندها يأتي التوكل بحق بأنه لا ينتابني أي شعور بالخوف بل أجعل أموري كلها موكلة بيد الله عز وجل وما توفيقي الا بالله
عندما أتوكل على الله تطمئن نفسي وأشعر بحلاوة التوكل بحق
توكل على الله ترتاح نفسك وترضى بعيشك ويزيد أيمانك
توكل على الله فإن من توكل عليه فلن يضيعه الله أبدا
زد قربا وتوكلا على الله
توكل على الله فإن الأرزاق بيد من هو مالك الأرزاق
توكلت في رزقي على الله خالقي ** وأيقنت أن الله لا شك رازقي
وما يك من رزقٍ فليس يفوتني ** ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي به الله العظيم بفضله ** ولو لم يكن مني اللسان بناطق
ففي أي شيءٍ تذهب حسرةً ** وقد قسم الرحمن رزق الخلائق
يقول ابن القيم :
" من ترك الاختيار والتدبير في رجاء زيادة أو خوف نقصان ، أو طلب صحة أو فرارًا من سقم ، وعلم أن الله على كل شيء قدير ، وأنه المتفرد بالاختيار والتدبير ، وأن تدبيره لعبده خير من تدبير العبد لنفسه ، وأنه أعلم بمصلحته من العبد ، وأقدر على جلبها وتحصيلها منه ، وأنصح للعبد منه لنفسه ،وأرحم به منه بنفسه ، وأبر به منه بنفسه ، وعلم مع ذلك أنه لا يستطيع أن يتقدم بين يدي تدبيره خطوة واحدة ، ولا يتأخر عن تدبيره له خطوة واحدة ، فلا متقدم له بين يديه ، ولا متأخر ، فألقى نفسه بين يدي الله عز وجل ، وسلم الأمر كله إليه ، وانطرح بين يديه انطراح عبد مملوك بين يدي ملك عزيز قاهر، له التصرف في عبده بكل ما شاء " .
فالتوكل على الله ليس بالامر السهل فكم من أشخاص يغلب الخوف من أمر الدنيا أكثر من توكلهم على الله فهذا كله يرجع مدى التقرب العبد من الله والأيمان به
قال تعالى
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ﴾( سورة هود)
وقال عز وجل: ( وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (الأنفال: 49)
اللهم إجعلنا من المتوكلين عليك بحق