أهل البيت بين أهل السنه والشيعه

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه ومن والاه
لست ممن يحبون تجريح الاخرين أو اهانتهم ولنا فى هدى الرسول صلى الله عليه واله الأسوة الحسنة فى مخاطبة المخالفين كاليهود والنصارى وغيرهم من الكفار ... وكلمة كفار لا يقصد بها هنا السب ولكن تقرير أمر واقع بناء على ما يعتقدونه مما خالف الحق.
الشيعة يطلقون على أهل السنة لقب (النواصب) بمعنى أنهم يرون أن
أهل السنة يناصبون أهل البيت العداء بينما يرى أهل السنة أن أهل البيت هم من علماء وأعلام الأمة ويجلونهم .. وفى روايات الشيعة يكفى تقديم أبابكر على على رضى الله عنهما حتى يكون المرء ناصبيا ... والحقيقة أن البعض مازال يستخدم التقية فى زمن أصبحت كتب ومراجع الفريقين منشورة فى الانترنت ولا يستغرق الاتيان بالمعلومة أكثر من دقائق قليلة .. ولذلك فلم تعد التقية أسلوبا فعالا فى اخفاء ما يعتقده الشيعة وانما مجرد مضيعة للوقت .
هناك محاور أساسية أركز عليها فى هذا السياق وهى كالتالى :
1- هل الأئمة معصومون أم أن ذلك الاعتقاد هو محض غلو لا يقره الأئمة ؟
2- هل أهمل أهل السنة أهل البيت أم أن الشيعة افتروا عليهم ونسبوا اليهم ما لم يقولوه؟
3- هل أهل السنة ظلموا أهل البيت واضطهدوهم أم أن الشيعة هم الذين خانوهم وخذلوهم وانقلبوا عليهم ثم بعد ذلك ذرفوا عليهم الدموع
وابتدعوا النياحة واللطم والتطبير ؟

أولا : هل أئمة أهل البيت معصومون أم أن ذلك الاعتقاد هو غلو لا يقره الأئمة ؟
1-القول بالعصمة هو من أساسيات المعتقد الشيعى فلو ثبتت هذه العصمة لوجب التسليم بها أما اذا ثبت بطلانها فان المعتقد الشيعى يسقط من أساسه .. ومعلوم أن أصول الاعتقاد لا تثبت الا بنصوص قطعية الثبوت قطعية الدلالة ... والقران ليس فيه نص واحد قطعى الدلالة على عصمة الأئمة بل انهم لا ذكر لأسمائهم فى القران أصلا
فنجد على سبيل المثال أن زيد بن حارثة (رض) قد ورد اسمه فى القران
بينما على (رض) لم يرد اسمه فى القران ... والعجيب أن روايات الشيعة
جعلت عليا (رض) محورا أساسيا تدور حوله الكثير من ايات القران حتى ما كان منها مكيا ويتعلق بمحاججة مشركى قريش ( مع ملاحظة أن عليا (رض) كان فى ذلك الوقت طفلا ) .. فكيف يمكن الحديث مع مشركى قريش على امامة على (رض) أو ولايته وعصمته وهم لم يكونوا يقرون أصلا بالرسالة لرسول الله صلى الله عليه واله بل و حتى فى صلح الحديبية قيل له (ص) لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك ... اذن ليس هناك فى كتاب الله اية واحدة تدل بشكل قطعى على عصمة على (رض) أو أى من الأئمة فى حين أن أصول الدين وردت كلها بنصوص قطعية الدلالة.
وحتى اية التطهير وهى ما يحتج الشيعة بها على قولهم بالعصمة .. هذه الاية وما سبقها والاية التى تليها نزلت أصلا فى زوجات النبى (ص) وليس فيها أى اشارة من قريب أو بعيد الى العصمة فأخرجوا أمهات المؤمنين من الاية تماما ثم قالوا انها دليل على عصمة أهل الكساء وهذا استدلال ساقط و بعيد كل البعد لا يمكن الاقرار به .
2- أما روايات الشيعة التى تتكلم عن عصمة الأئمة فاننا فى حقيقة الأمر
لا يمكننا أن نثق بها لأسباب عديدة من أهمها أن الأئمة (رض) قد اشتكوا من كثرة الكذب عليهم وان شاء الله سنورد بعض الروايات الدالة على ذلك فى المحور الثانى .. وكما نوهنا من قبل فان الأصول لا تثبت
الا بنصوص قطعية الثبوت قطعية الدلالة ... فالنصوص الواردة فى الكافى
مثلا نجد أن كثيرا منها منسوب الى مجاهيل (عدة من أصحابنا!!) فكيف يمكن تصديق مثل هذه الروايات؟!
3- لا نجد نصا يمكن أن نثق فيه يقول أن عليا (رض) ادعى لنفسه العصمة فهو لم يدعيها لنفسه اصلا ولا إدعاها له أحد من اصحابه، ولا زال اصحابه يخالفونه في كثير من افعاله واقواله، ولم يكن يحتج عليهم بانه معصوم، بل كثيرا ما يردد: اسمعوا مني ما اقول لكم فإن يكن حقا فاقبلوه وان يكن باطلا فأنكروه .
ثانيا :هل أهمل أهل السنة علم أهل البيت أم أن الشيعة افتروا عليهم
ونسبوا اليهم ما لم يقولوه؟
1- هنا ينبغى الاشارة الى أن أهل البيت ليسوا فقط الأئمة الذين يدعى الشيعة أنهم معصومون لأن ادعاء العصمة لم يقم عليه دليل قاطع وبالتالى فان الامام زيد بن على زين العابدين- على سبيل المثال - يعتبر من أئمة أهل البيت ... ولكننا سنقتصر هنا على ذكر بعض الأئمة الذين يدعى الشيعة عصمتهم لعدم الاطالة.
2- نلاحظ أن قرابة رسول الله صلى الله عليه واله كانت لهم المكانة المميزة فى المجتمع المسلم طوال التاريخ الاسلامى وأن من يمتد نسبهم الى رسول الله (ص) لقبوا بالأشراف .. ومنذ عهد الصحابة كان لهم ذلك التميز الناشئ عن محبة رسول الله صلى الله عليه واله ...
روى البخاري في صحيحه (3712) أنَّ أبا بكر رضي الله عنه قال لعليٍّ رضي الله عنه: (( والذي نفسي بيدِه لَقرابةُ رسول الله صلى الله عليه و سلم أحبُّ إليَّ أنْ أَصِلَ من قرابَتِي )).
وروى البخاريُّ في صحيحه أيضاً (3713) عن ابن عمر، عن أبي بكر رضي الله عنه قال: (( ارقُبُوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته )).
فلا عجب اذن أن نجد عليا والحسن والحسين رضى الله عنهم يسمون
أبناءهم باسم أبى بكر (رض)..
وفي كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم (1/446) لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين وضع الديوان، وقالوا له: يبدأ أميرُ المؤمنين بنفسِه، فقال: لا! ولكن ضَعُوا عمر حيث وضعه الله، فبدأ بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ مَن يليهِم، حتى جاءت نوْبَتُه في بَنِي عديٍّ)
ونمر سريعا الى عصر خامس الراشدين
ففي طبقات ابن سعد (5/333)، و(5/387 ـ 388) بإسناده إلى فاطمة بنت علي بن أبي طالب أنَّ عمر بن عبدالعزيز قال لها: (( يا ابنة علي! والله ما على ظهر الأرض أهلُ بيت أحبُّ إليَّ منكم، ولأَنتم أحبُّ إليَّ مِن أهل بيتِي )).
ولقد كان للأحاديث المروية عن أهل البيت مكانتها كذلك ففي تهذيب الكمال للمزي في ترجمة علي بن الحسين، قال أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله: (( أصحُّ الأسانيد كلِّها: الزهري، عن علي بن الحسين، عن أبيه عن علي )).
وفي ترجمته في تهذيب الكمال للمزي: (( وقال سفيان ابن عيينة، عن الزهري: ما رأيتُ قرشيًّا أفضل مِن عليِّ بنِ الحُسين )).
وقال ابن حجر في التقريب: (( ثقةٌ ثبتٌ عابدٌ فقيهٌ فاضلٌ مشهور )).
وقال ابن تيمية في منهاج السنة (4/48): (( وأمَّا عليُّ ابنُ الحُسين، فمِن كبار التابعين وساداتهم علماً ودِيناً )).
وقال ابنُ تيمية في منهاج السنة (4/50) Sad

( وكذلك أبو جعفر محمد بن علي مِن خيار أهل العلم والدِّين، وقيل: إنَّما سُمِّي الباقر؛ لأنَّه بَقَر العلمَ، لا لأجل بَقْر السجود جبهتَه )).
و قال الإمام ابنُ تيمية في منهاج السنة (4/52 ـ 53): (( وجعفر الصادق رضي الله عنه من خيار أهلِ العلم والدِّين... وقال عمرو بن أبي المقدام: كنتُ إذا نظرتُ إلى جعفر بن محمد علمتُ أنَّه مِن سُلالة النَّبيِّين )).
ووصفه في رسالته في فضل أهل البيت وحقوقهم، فقال في (ص:35): (( شيخ علماء الأمَّة )).
وقال الذهبي في السير (6/255): (( الإمام الصادق، شيخ بَنِي هاشم، أبو عبدالله القرشي الهاشمي العلوي النبوي المدني، أحد الأعلام )).
وقال عنه وعن أبيه: (( وكانا مِن جِلَّة علماء المدينة )).
وقال في تذكرة الحفاظ (1/150): (( وثَّقه الشافعيُّ ويحيى بنُ معين، وعن أبي حنيفة قال: ما رأيتُ أفقهَ مِن جعفر بن محمد، وقال أبو حاتم: ثقة، لا يُسأل عن مِثلِه )).
3- أما الشيعة الذين يدعون موالاة أهل البيت فانهم كذبوا على الأئمة رضوان الله عليهم ودسوا من الروايات ما جعل الأئمة يشكون مر الشكوى من هؤلاء الذين نسبوا اليهم ما لم يقولوه ولنأخذ مثالا واحداعلى ذلك لعدم الاطالة ...
زرارة بن أعين راو مكثر عن الامام جعفر بل من أبرز رواة الشيعة .. يقول عبد الحسين شرف الدين في المراجعات مدافعاً عنه : « لم نجد شيئاً مما نسبه إليه الخصم. وما ذاك منهم إلا البغي والعدوان » (المراجعات 110 مؤسسة الأعلمي
غير أن كتباً شيعية أخرى قالت عن زرارة على لسان الامام جعفر نفسه : « كذب علي زرارة، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة » وقال « إن مرض زرارة فلا تعده، وإن مات فلا تشهد جنازته. زرارة شر من اليهود والنصارى » وقال « إن الله قد نكس قلب زرارة » (رجال لكشي 147ط: مشهد. وانظر كتاب تنقيح المقال 443:1 ط: النجف. والخوئي في معجم رجال الحديث. ط : النجف. (رجال الكشي 160 والمامقاني في تنقيح المقال444:1).)
اذن فمشكلة الرواة عند الشيعة هى مشكلة كبيرة تجعل الشك فى كل ما نسبوه الى الأئمة رضوان الله عليهم أقرب من التصديق
قال الحر العاملي في وسائل الشيعة (30/260) :
" الحديث الصحيح هو ما رواه العدل الإمامي الضابط في جميع الطبقات . ثم قال : وهذا يستلزم ضعف كل الأحاديث عند التحقيق !!
لأن العلماء لم ينصوا على عدالة أحد من الرواة إلا نادرا(مع ملاحظة المطالبة باثبات عدالة هذه الندرة) !! وإنما نصوا على التوثيق وهو لا يستلزم العدالة قطعا
ثم قال : كيف وهم مصرحون بخلافها ( أي العدالة ) حيث يوثقون من يعتقدون فسقه وكفره وفساد مذهبه !!!!.
ولقد وصل بهم الاستخفاف الى حد أن جعلوا الحمير يروون الأحاديث ..
فهذا الكلينى يروى فى الكافى ( باب : ما عند الأئمة من سلاح رسول الله ومتاعه) عن محمد بن الحسين وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي، عن أبان بن عثمان،
(... فذكر أمير المؤمنين عليه السلام أن أول شئ من الدواب توفي عفير ساعة قبض رسول الله صلى الله عليه وآله قطع خطامه ثم مر يركض حتى أتى بئر بني خطمة بقباء(6) فرمى بنفسه فيها فكانت قبره.
وروي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (إن ذلك الحمار كلم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: بأبي أنت وامي إن أبي حدثنى، عن أبيه، عن جده، عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار) !!!
فمثل هذه الروايات تروى فى كتاب أكثروا فى مدحه والثناء عليه فهذا علي بن أكبر الغفاري محقق كتاب الكافي يقول: ( إتفقت الإمامية على صحة ما في الكافي)
وقال الشيخ محمد صادق الصدر في كتابه (الشيعة ص122) « ويحكى أن الكافي عُرض على المهدي فقال : « هذا كافٍ لشيعتنا
وقال الطبرسي » الكافي بين الكتب الأربعة كالشمس بين النجوم وإذا تأمل المنصف استغنى عن ملاحظة حال آحاد رجال السند المودعة فيه وتورثه الوثوق ويحصل له الاطمئنان بصدورها وثبوتها وصحتها« (مستدرك الوسائل 3/532).
وقال العباس القمي » وهو أجل الكتب الإسلامية وأعظم المصنفات الإمامية والذي لم يعمل للإمامية مثله، قال محمد أمين الاسترابادي: سمعنا عن مشائخنا وعلمائنا أنه لم يصنف في الإسلام كتاب يوازيه أو يدانيه« (الكنى والألقاب 3/98
وخلاصة القول أن رواة أحاديث الشيعة لا يمكن الوثوق بهم بحال.. ولكن
مكمن الخطورة الأكبر هو أن هذه الروايات يدعى الشيعة أنها مروية عن
المعصومين!! فاذا كان هذا هو حال الرواة فقد انتقلت هذه العصمة عمليا الى هؤلاء الرواة الكذابين والمجاهيل (عدة من أصحابنا!) فأصبحت
أقوالهم غير قابلة للنقاش فى حقيقة الأمر ولكن نفس الوقت يقول الشيعة أنهم لا يؤمنون بصحة أى كتاب سوى كتاب الله !!!

ثالثا : هل أهل السنة ظلموا أهل البيت واضطهدوهم أم أن الشيعة هم الذين خانوهم وخذلوهم وانقلبوا عليهم ثم بعد ذلك ذرفوا عليهم الدموع
وابتدعوا النياحة واللطم والتطبير ؟
1- أما ظلم بعض الحكام لأئمة أهل البيت فانه قد شمل غيرهم من العلماء المعروفين كمالك وابن حنبل و سعيد بن جبير الذى قتله الحجاج وغيرهم ... ولقد كان من العلماء من يؤيد أئمة أهل البيت سرا ويعمل لنصرتهم ... اذن فالظلم لم يقتصر على أئمة أهل البيت .. ثم ان الامام زيد بن على زين العابدين وابنه يحيى قد قتلا ومثل بهما ومع ذلك فلا نجد الشيعة الامامية يبدون كثيرا من الحزن عليهما لأنهما ليسا من الأئمة المعصومين عندهم بالرغم من أن البطولة التى أظهراها تفوق بطولات الكثيرين من غيرهم ولكنهما كانا يترضيان على أبى بكر وعمر !!
2- لا يتردد الشيعة فى تسمية أهل السنة بالنواصب ويتهمونهم بأنهم ناصبوا أهل البيت العداء، ويحملونهم دم الحسين (رض)ولكن كتب الشيعة المعتبرة تبين الحقيقة المرة إذ تذكر تذمر أهل البيت رضوان الله عليهم من شيعتهم ! وتذكر ما فعله الشيعة الأوائل بأهل البيت، وتذكر من الذي سفك دماء أهل البيت ومن الذي تسبب في مقتلهم واستباحة حرماتـهم.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: (لو ميزت شيعتي لما وجدتـهم إلا واصفة، ولو امتحنتهم لما وجدتـهم إلا مرتدين، ولو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد) (الكافي/الروضة 8/338).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام:
(يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال وعقول ربات الحجال، لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة جرت والله ندماً وأعقبت صدماً.. قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً، وشحنتم صدري غيظاً، وجرعتموني نغب التهام أنفاساً، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان، حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب، ولكن لا رأي لمن لا يطاع) (نـهج البلاغة 70، 71).
وقال لهم موبخاً: منيت بكم بثلاث، واثنتين:
(صم ذوو أسماع، وبكم ذوو كلام، وعمي ذوو أبصار، لا أحرار صدق عند اللقاء، ولا إخوان ثقة عند البلاء .. قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج المرأة عن قبلها) (نـهج البلاغة 142).
قال لهم ذلك بسبب تخاذلهم وغدرهم بأمير المؤمنين عليه السلام وله فيهم كلام كثير.
وقال الإمام الحسين عليه السلام في دعائه على شيعته:
(اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترض الولاة عنهم أبداً، فإنـهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا) (الإرشاد للمفيد 241).
وقد خاطبهم مرة أخرى ودعا عليهم، فكان مما قال:
(لكنكم استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الدبا، وتـهافتم كتهافت الفراش، ثم نقضتموها، سفهاً وبعداً وسحقاً لطواغيت هذه الأمة وبقية الأحزاب ونبذة الكتاب، ثم انتم هؤلاء تتخاذلون عنا وتقتلوننا، ألا لعنة الله على الظالمين) (الاحتجاج 2/24).
وهذه النصوص تبين لنا من هم قتلة الحسين الحقيقيون، إنـهم شيعته أهل الكوفة، فكيف اذن يحملون أهل السنة مسؤولية مقتل الحسين عليه السلام؟! ولهذا قال محسن الأمين:
(بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم، وقتلوه) (أعيان الشيعة/القسم الأول 34).
وقال الحسن عليه السلام:
(أرى والله معاوية خيراً لي من هؤلاء يزعمون أنـهم لي شيعة، ابتغوا قتلي وأخذوا مالي، والله لأن آخذ من معاوية ما أحقن به من دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلماً، ووالله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير) (الاحتجاج 2/10).
وقال الإمام زين العابدين عليه السلام لأهل الكوفة:
(هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق ثم قاتلتموه وخذلتموه .. بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقول لكم: قاتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من أمتي) (الاحتجاج 2/32). ( لاحظ قوله لستم من أمتى)
وقال أيضاً عنهم:
(إن هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم؟؟؟) (الاحتجاج 2/29).
وقالت فاطمة الصغرى عليها السلام في خطبة لها في أهل الكوفة:
(يا أهل الكوفة، يا أهل الغدر والمكر والخيلاء، إنا أهل البيت ابتلانا الله بكم، وابتلاكم بنا فجعل بلاءنا حسناً .. فكفرتمونا وكذبتمونا ورأيتم قتالنا حلالاً وأموالنا نـهباً .. كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت .. تباً لكم فانتظروا اللعنة والعذاب فكأن قد حل بكم .. ويذيق بعضكم بأس ما تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله على الظالمين. تباً لكم يأهل الكوفة، كم قرأت لرسول الله صلى الله عليه وآله قبلكم، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب وجدي، وبنيه وعترته الطيبين.
فرد علينا أحد أهل الكوفة مفتخراً فقال:
نحن قتلنا علياً وبني علي بسيوف هندية ورماحِ
وسبينا نساءهم سبي تركٍ ونطحناهمُ فأيُّ نطاحِ (الاحتجاج 2/28)
وقالت زينب بنت أمير المؤمنين صلوات الله عليها لأهل الكوفة تقريعاً لهم: (أما بعد يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر والخذل .. إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، هل فيكم إلا الصلف والعجب والشنف والكذب .. أتبكون أخي؟! أجل والله فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً فقد ابليتم بعارها .. وانى ترخصون قتل سليل خاتم النبوة ..) (الاحتجاج 2/29-30).
نستفيد من هذه النصوص وقد -أعرضنا عن كثير غيرها- ما يأتي:
1- ملل وضجر أمير المؤمنين وذريته من شيعتهم أهل الكوفة لغدرهم ومكرهم وتخاذلهم.
2- تخاذل أهل الكوفة وغدرهم تسبب في سفك دماء أهل البيت واستباحة حرماتـهم.
3- إن أهل البيت عليهم السلام يحملون شيعتهم مسؤولية مقتل الحسين عليه السلام ومن معه وقد اعترف أحدهم برده على فاطمة الصغرى بأنـهم هم الذين قتلوا علياً وبنيه وسبوا نساءهم كما قدمنا لك.
4- إن أهل البيت عليهم السلام دعوا على شيعتهم ووصفوهم بأنـهم طواغيت هذه الأمة وبقية الأحزاب ونبذة الكتاب، ثم زادوا على تلك بقولهم: ألا لعنة الله على الظالمين
ولهذا جاؤوا إلى أبي عبد الله عليه السلام، فقالوا له:
(إنا قد نبزنا نبزاً أثقل ظهورنا وماتت له أفئدتنا، واستحلت له الولاة دماءنا
فقال أبو عبد الله عليه السلام: الرافضة؟ قالوا: نعم، فقال: لا والله ما هم سموكم .. ولكن الله سماكم به) (الكافي 5/34).
فبين أبو عبد الله أن الله سماهم (الرافضة) وليس أهل السنة.
5 - أن الشيعة يتهمون الصحابة بخيانة الرسول (ص) والانقلاب عليه
انقلابا لم يحدث فى التاريخ مثله ولا حتى من الذين لعنهم الله فى كتابه من بنى اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم فى حين أنهم هم فى الحقيقة الذين خانوا أهل البيت وانقلبوا عليهم ثم ظلوا بعد ذلك يذرفون الدموع ويضربون جباههم ويلطمون خدودهم فمرض الغلو الذى يعانون منه يجمع كل المتناقضات .. فيشمل ذروة الخيانة والنياحة
كما يشمل رفعهم الى ما فوق الأنبياء وما يشبه الالهه مع الكذب والدس عليهم
أكتفى بهذا القدر واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

بارك الله فيكم وزداكم الله من فضله

» إنضمام وردة السنه لأسرتنا
» عقيدة اهل السنه والجماعه تجاه رسولهم
» أسهل طريقة لإستشوار الشعر في البيت
» فضائل الصحابة رضوان الله عليهم من السنه
» حملة تثقيف الشيعة معلومات لا يعرفها الكثير من الشيعة علاقات نسب ومصاهرة بين الصحابة وبين آل البيت وحقائق خطيرة يخفيها المرجعيات منقول