قال العلامة الشيخ ربيع حفظه الله
"...ثم يا إخوتاه نذهب إلى شيء من لوازم طلب العلم و هو: الأدب. الأدب في تحصيل العلم، الأدب مع العلماء و الأدب مع أكابر الناس. قيل للملك عبد العزيز رحمه الله و هو إمام: كيف تنظر للناس؟ قال: "الناس عندي ثلاثة: فرجل أكبر مني فهذا بمنزلة أبي، و رجل في سني فهذا بمنزلة أخي، و رجل دوني فهذا بمنزلة ولدي."
فحال المسلم مع إخوانه تكون هكذا ينزل الناس هذه المنازل. و طالب العلم يوقر الكبار و يحترم أقرانه و يرحم من دونه، فالذي يكبره في السن بمنزلة أبيه، و الذي يساويه في السن أخوه، و الذي دونه بمنزلة ولده.
قد قال عبد الله بن المبارك رحمه الله: "من استخف بالعلماء ذهب دينه و من استخف بالأمراء ذهبت دنياه و من استخف بإخوانه ذهبت مروءته." فعلينا يا إخوتاه أن نحيي هذه الآداب و خصوصاً طلاب العلم، طلاب العلم يا إخوتاه علاقة الطالب بأستاذه هي في الصف فقط، علاقة رسمية، يسمع الدرس فإذا رن الجرس قفز! كأنه ما يعرف شيئاً، فلا يعرفه في بيت، و لا في مكان، فيقولون: العلماء نافرون من الطلاب!! يجب على الطلاب أن يتأدبوا مع العلماء، و أن يأتوا بيوتهم، يريدون من العلماء أن يركضوا وراء الطلاب؟! هذا ما عرفه السلف، فلما فقدنا الأدب فرضنا على العلماء أن يكونوا أتباعاً لنا.
كثير من الناس يريدون من العلماء أن يكونوا أتباعاً لهم يقودونهم كما يقودون الخرفان، لا يسمع و لا يرى إلا إذا ذهبت إلى بيته، و العالم ما يستطيع أن يلاحق ألوف الناس فيفيدهم، أما يذهب إلى بيت كل واحد يقرع بابه فهذا ما شرعه الله و ما أوجبه على العلماء.
الآن الشباب يقولون: و اللهِ العلماء تخلوا عنا. يا أخي، و اللهِ أنتم تخليتم عنهم، و ناس آخرون يؤيدونهم، يقولون: العلماء قاعدون في بيوتهم، لماذا ما يعرفون حاجاتنا؟! يا أخي لو كنت منصفاً و محبّاً للعلم لرحلت في طلب العلم من أهله و رغّبت الناس في شد الرحال إلى أهل العلم في طلب العلم المسافات الطويلة."
منقول من كتاب الشيخ حفطه الله "مرحباً يا طلب العلم..." ص 123ـــ124